سعد الدوسري
من بطولة الفنان راشد الشمراني وعدد من النجوم العرب، عرضت قناة mbc خلال شهر رمضان، مسلسل «غرابيب سود»، وهو من تأليف لين فارس تحت إشراف الكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي، وإخراج حسن قاسم الرنتيسي وعادل أديب وحسين شوكت. ويسلط المسلسل الضوء على زاوية معتمة من زوايا التطرف والإرهاب؛ زاوية المرأة الداعشية.
منذ الحلقة الأولى، حبست الأحداثُ ونوعية الإخراج، أنفاس المشاهدين، وبدا أنهم أمام عمل ضخم، من كافة النواحي. لكن ردود أفعال المشاهدين، ومع توالي الحلقات، أخذت طابعاً لم يكن المنتجون يتوقعونه أبداً، إذ اعتبر غالبية المتابعين أن المسلسل يهدف إلى تشويه صورة المرأة السنية خصوصاً، وأهل السنة عموماً. وليس خافياً أن المسلسلات التي توثق التاريخ العربي والإسلامي، أو ترصد الواقع السياسي، تثير جدلاً واسعاً بين أطياف وشرائح المهتمين المتخصصين. وغالباً ما تنتقل حمى هذا الجدل إلى المنصات الإعلامية، ليتلقفها الجمهور ومن ثم يتبناها، سلباً أو إيجاباً. ولقد نال مسلسل «غرابيب سود» هذا الجدل، فالكثيرون اعتبروا المحتوى بعيداً كل البعد عن الإنصاف والحيادية، وأنه تعمد تشويه النساء، أثناء تعريته للدواعش ولفكرهم الإجرامي الدموي. ولأننا لا نملك أية حقائق أو وثائق عن الصورة النسائية في الواقع اليومي لحياة مقاتلي تنظيم داعش، فإنه من الصعب أن نتفق أو نختلف مع مثل هذا الرأي، وسيظل رأياً شخصياً انطباعياً، إلى أن يثبت العكس، وهذا أمر غير وارد في الحكم على الإنتاج الفني.