أحمد المغلوث
تسعى بعض الأنظمة في العالم إلى وضع خطط وبرامج وحتى إستراتيجيات تحاول من خلالها فرض إرادتها وتفكيرها في إطار أهداف معينة ومن خلالها تسعى للسيطرة على عقلية العالم والنفاذ من خلال ما يحدث هنا وهناك من أحداث وفعاليات. والشقيقة قطر مثلا باتت ومنذ سنوات تنتهج هذه الإستراتيجية أو قل هذا المنهج أو حتى النهج إذا جاز لنا هذا القول بما يحقق لها أهدافها وتطلعاتها المختلفة التي تخدم مصالحها حتى ولو كانت هذه المصالح وتلك الأهداف فيها ضرر بالغ على أقرب الناس إليها. مستخدمة أساليب وطرقاً وأدوات ووسائل مختلفة بعضها واضح كالشمس والآخر مستتر. لكن الأيام حبلى بكل جديد وكشف المستور. وعرف العالم ما هذه الأجندات وتلك الأهداف. وراح كتاب الرأي في مئات الصحف العالمية تكتب وتضع النقاط على الحروف وتوجه أصابع الاتهام لهذا النظام. الذي خطف عينه بيده. فما هي الفائدة التي جناها هذا النظام من برامجه وخططه وحتى إستراتيجياته؟ لقد دخل في مسار وعر أشبه بمن دخل في رمال متحركة أو داخل محيط متلاطم الأمواج. ولعل خليجنا هو واحد من مناطق العالم الذي تضرر كثيرًا كما جاء في العديد من قوائم الاتهامات التي وجهت إليه. مع إثباتات موثقة أشارت إليها الصحف الخليجية والمصرية التي عانت منه كثيرا.. وها هي وزارة الخارجية تجدد التأكيد على رفض المملكة دعم قطر للإرهاب والتطرف مشيرة إلى أن مقاطعة قطر جاءت من أجل توجيه رسالة إلى الدوحة مفادها «لقد طفح الكيل» وذكرت وزارة الخارجية في تغريدة على حسابها في «تويتر» بكلام وزير الخارجية عادل الجبير من واشنطن مؤخرا أن المطالب غير قابلة للتفاوض أو النقاش من أجل توجيه رسالة إلى الدوحة.. ومن هنا نكتشف حقيقة أن الدوحة تغفل هنا عنصر إرادة الشعوب الخليجية وحتى العربية بكل ما تحمله وتمثله من قيم وحضارة وحق وتنسى أن الإستراتيجيات والبرامج المبنية على زعزعة أمن واستقرار هذه الشعوب مرفوضة. وأن التغريد خارج السرب الخليجي والعربي لا يصنع واقعًا ومستقبلاً للدوحة ولشعبها الشقيق ولا يحدد مستقبلا يحلم به أهلنا في قطر. وإن استطاع النجاح في مرحلة ما فإنه لا ينجح أبدا ولا يصح إلا الصحيح وليس هناك «من مفر لقطر» غير أحضان البيت الخليجي الكبير الذي تشعر شعوبه بالحزن والأسى لما وصلت إليه الحالة لأحد أبنائه. ولعل عودة الدوحة إلى البيت الكبير بعيدا عن المكابرة فهذا أفضل. والتاريخ يؤكد لنا ذلك وأكثر من ذلك..وماذا بعد؟
أكتب هذه السطور وحسب ظروف النشر قبل يوم الاثنين الثالث من يوليو موعد المهلة التي حددتها المملكة ومصر والإمارات والبحرين لدولة قطر للموافقة على قائمة المطالب الـ13 التي تسلمتها من الدول الأربع عبر الكويت. وآمل أن تكون استجابة الدوحة جاءت إيجابية يوم أمس. لنفرح وكما قلت في (إطلالة) سابقة «متى يعود الصقر لو كرة ونفرح مع الدوحة والوكرة».
تغريدة:
خير للواحد منا أن ينام وهو مطمئن أنه أنجز عملاً. من أن يكون صاحيًا بدون أن ينجز أي شيء..