فمنذ بزوغ الفجر الأول لأيام العيد المباركة وآلاف المرابطين العسكريين الشرفاء مشاعرهم مختلفة ولا تشبه الآخرين، قلوبهم يغذيها روح الجهاد العظيم، ونفوسهم مشرئبة نحو السماء، سلاحهم زينتهم، وهمهم راحتنا، وهدفهم حفظ أمن بلادنا، تشرق عليهم شمس يوم العيد وأيديهم على الزناد في خنادقهم ومتاريسهم ومعسكراتهم ، تجدهم على قمم الجبال يرصدون العدو ويحرسون الحدود، وتراهم وأعينهم محدقة تراقب خلف الشاشات في مراكز عملياتهم تحت الأرض في بيئة عمل لا تشبه الليل ولا النهار، وأساطيلهم وقواربهم ورجال مهامهم تشق بعنفوان مياه البحار، وفوقهم جميعا تحوم الصقور بأسراب من طائرات الدوريات الجوية والمغيرات القاصفات وأخرى من المستطلعات وكاشفات العدو، وفي أرض المعركة تحوم العموديات المقاتلات والباحثات المنقذات، ومعهم عبر الأجواء تدور حاملات الوقود والمؤن والمذخرات. وفي داخل الوطن لاينام المرابطون الساهرون الأبطال لحفظ الأمن وهدم أوكار الأرهاب والجرائم، وفرحتهم بالعيد هي فقط رؤيتهم لملايين أطفال المملكة وهم في أحسن لباس يسيرون الى مصليات العيد في أمن وأمان. فلهم الإجلال والدعاء في كل مكان.
هذه هي صورة المرابطين أيام العيد في البراري وعلى سطوح البحار وفي الجو، بل هذا حالهم في كل حين، لكن عظمة صورتهم تتجلى في أيام العيد، فما أروع المرابطين المجاهدين الذين أكرمهم الله بالدفاع عن المملكة وثرواتها وحدودها وحماية مقدسات المسلمين، وكم نحن مدينين لكم أيها الصامدون المرابطون الشجعان، فأنتم بحق عنوان للتضحية والفداء، كيف لا وأنتم لباسكم كفن وطيبكم بارود وتلاوة، ووجوهكم معفرة بتراب الوطن، فلله دركم وهنيئا لكم شرف الجهاد. وبمثلكم نماري ولكم بالنصر ندعو الباري. اللهم انصرهم ومكنهم من عدوك وعدوهم واجعل قتلاهم شهداء وأذهب عن جرحاهم البلاء وردهم إلينا سالمين.