عبد الله باخشوين
.. ربما يكون قدرك.. هكذا.
يمر فيك الزمن الصعب دون أن يدري أنك سوف تكون العلامة الفارقة فيه.
يمر فيك ليكسرك فينكسر على جدار صلابتك.
ربما هو قدرك.
يعدك بالوفاء.. فتمر الخيانة كأنما لتختبر الوفاء فيك.. فتمضي حاملاً نعشها الثقيل.. الثقيل.
الزمن الصعب - وهو يمر فيك - لا يقول إن الخيانة رجل.. ولا يعدك بأن الوفاء رجال.. يريد أن يكسرك بقسوته.. ويمضي إلى حيث لا مكان.
يريد أن يجد فيك مكاناً يتساوى فيه الأوفياء والخونة.
يريد أن يمضي فيك, كأن لا شأن لك بك.. وبكسرك أنت شأنه الوحيد.
أين تذهب..؟!
أين تخفي نفسك من هذا الذي يمر فيك غير عابئ بك.. لا يريد لك أن تجد أنك هنا.. ولا يريد لك أن تكون هناك.
محطة خالية.. لا يمر بها قطار.. فلا قطار هنا.. ولا درب قطار.
وفي مهب ريح الصحراء.. التي تسف رملها.. أراد الزمن الصعب أن يغرسك شجرة توقف ما تسف الريح.. لتكون جداراً وهمياً في طريقها لصد جبال الرمل عن طريق لا تدري إلى أين يؤدي.. ولا من سيسلكة.. أو - حتى - إلى أين يصل.
ربما هو هذا قدرك...
هكذا..؟!
تكون الوفاء.. الذي يكسر الخيانة
تكون العلامة الفارقة
تكون الصحراء بكل أحوالها وتحولاتها.
تكون الشجرة الوحيدة في مهب سف الريح.
تكون المحطة الخالية
وتكون الطريق إلى ما لم تكن تعلم.
والطريق إلى حيث تريد أن تذهب.
في الزمن الصعب.. يصبح الرجال أصعب علامة فارقة فيه.
لا ينسل منك ولا يكتمل إلا بك.. في مسرحية.. ليس لها مؤلف.. ولا ممثلون ولا مخرج ولا جمهور.. كأنما إرادة الزمن الصعب أن يكتمل كل ما فيه إلا بك.. وبمن أردت أن يكون فيك.