فهد بن جليد
ربط المعتمرين بسوق عكاظ عن طريق رحلات - ما بعد العمرة - والتي تستهدف للمرة الأولى تنظيم أكثر من 40 رحلة لزوار 10 دول من آسيا وأوروبا وأمريكا، فكرة رائعة وجميلة تستحق الإشادة، وتحد يستوجب تنفيذها بالشكل المأمول وكما هو مُخطط له لتحاكي وتتفوق على تلك الرحلات السياحية في مُختلف بلدان العالم التي سبقتنا بتنظيم مثل هذا النوع من الرحلات، عبر تهيئة الأجواء والإمكانات اللازمة لإنجاح هذه الرحلات بمُشاركة مرشدين سياحيين لتعريف الزوار بالتراث والحضارة العربية العريقة في هذا السوق التاريخي، أعتقد أنَّها ستكون تحولا وخطوة كبيرة في طريق تفعيل السياحة الدينية، باستثمار قدوم ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يقصدون بلادنا سنوياً، وهي تجربة تستحق الشكر والثناء من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لهذا المعلم السياحي الفريد من معالم المملكة.
بلادنا - ولله الحمد - تتمتع بروافد ومعالم سياحية فريدة، وبكل تأكيد أن هيئة السياحة والتراث الوطني بقيادة سمو الأمير سلطان بن سلمان تملك أفكاراً عديدة ومتنوعة تم كشف بعضها في وقت سابق تستهدف تنشيط هذا النوع من السياحة، ولعلنا نذكر المُبادرة التي أطلقها سموه لتكون المملكة العربية السعودية وجهة المسلمين كما هي قبلتهم، من خلال تهيئة السُبل ليأتي المسلم إلى المملكة مُعتمراً وزائراً من خلال برنامج (سياحة ما بعد العمرة)، وهنا نسجل خطوات عملية لتلك الأفكار, وهو ما يعد نجاحاً للهيئة التي عملت بتفانٍ طوال سنوات مضت من أجل تأصيل هذه الصناعة الشاملة في ثقافتنا السعودية، وهو بكل تأكيد عمل مضن وشاق، محسوب ومُقدَّر بكل الشكر لهيئة السياحة.
الأرقام وحدها تتحدث عن أهمية هذا النوع من السياحة ومردودها - غير النفطي - المتوقع على الاقتصاد السعودي، ناهيك عن توفير الوظائف للشباب السعودي بتنشيط هذا القطاع، الذي هو مجال خصب وبكر تستحق معه مثل هذه الخطوات الدعم والإشادة للتوسع أكثر في هذا المجال تحقيقاً للأهداف المرجوة والمُنتظرة، مع ما تمتلكه بلادنا من معالم دينية وسياحية فريدة لا تتوفر في أي مكان آخر، ما يجعلنا نترقب المزيد من مثل هذه الخطوات السياحية والثقافية من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وعلى دروب الخير نلتقي.