كثيرة هي المشكلات والأمور والإحباطات التي تواجهنا في الحياة وبخاصة حياتنا الشخصية. وبالذات في علاقتنا مع الآخرين. لا أدري بالفعل ماذا أكتب لأن في خاطري الشيء الكثير، وهناك أسئلة في داخلي وأمور أشاهدها ومواقف يصعب على الإنسان تصورها، فنحن بشر نخطئ ونصيب لذلك لا بد من تصحيح أخطائنا وتحمُّلها حتى نكسب أنفسنا أولاً والآخرين ثانياً. نحن بالفعل نجد أنفسنا مع مرور الأيام دون أن نشعر نخسر كثيراً وكثيراً حقيقة أمر تحدث من حولنا تجعلنا نقف حائرين أمامها نشاهد في حياتنا اليومية أموراً تجعلني أحزن وأتساءل في داخل نفسي: لماذا يحدث هذا؟ لماذا المكابرة والتمادي في أخطائنا في حق غيرنا نعم الخطأ بالتأكيد هو سمةٌ من سمات البشر، وكل إنسان معرض للخطأ، وليس من العيب أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب والخطأ الأكبر هو التمادي والاستمرار في ذلك الخطأ. الاعتذار بلا شك سلوك حضاري وفن ومهارة اجتماعية تزيد من الألفة والمحبة والتقارب بين جميع أفراد المجتمع، كما أن ديننا الإسلامي الحنيف من أكثر الأديان حثاً على التوبة والاعتذار بجميع مفرداتها ومشتقاتها. كلنا نعرف ما هو الاعتذار، هو تعبير عن الشعور بالندم أو الذنب على فعل أو قول تسبب في ألم أو إساءة لشخص آخر وذلك بطلب العفو من الذي تأذى بذلك. نعم هي ثقافة راقية لا يجيدها الكثيرون بسبب عدة سلبيات تجتاح دواخلهم. فالاعتذار تقويم لسلوك سلبي يجعل من شجاعة الفرد في قمتها تجاه نفسه وتجاه المجتمع.
وفي كثيرٍ من الأحيان نخطئ بحقّ غيرنا ولكنّنا لا نجِدُ الكلمات المُناسبة لنُعبرَ عن مدى أسفنا للأمور التّي قلناها أو فعلناها، أو قد يكون الاعتذار الشفهيّ صعباً علينا، لذلك نلجأ إلى كتابة رسالة اعتذار من الشخص الآخر حتّى نشعُر بالرضا عن أنفُسنا ولكِي يُسامحنا الآخرون، أو حتى يبقى لهذا الموقف ذكرى عميقة وشاهدة إذا كانت علاقتنا بهذا الشخص عميقة. ومن فوائد الاعتذار أنه يزيل صدأ البغض والكراهية من القلوب، ويزيد المحبة والألفة، ويذهب نزغ الشيطان، وينقّي النفوس ويطهرها من ظنون الإثم، ويقوّي أواصر الود والتفاهم في المجتمع. إذن لماذا لا نعترف بالخطأ ونعتذر. المسؤول مع موظفيه، الرجل مع أهل بيته، الابن مع أبيه، الصديق مع صديقه، ليسود الحب والألفة بين أبناء المجتمع وحتى نجعل حياتنا جميلة نقية بنقاء وصفاء الثلج، ولنتذكر أن الدنيا نحن فيها مغادرون نعم إنها رسالة مفتوحة لي ولكم لكي تكون ثقافة الاعتراف بالخطأ والاعتذار سائدة وهدفنا وأملنا.. إنها رسالة لكي نعبّر عن مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا بصراحة وبأسلوب راقٍ ينم عن الصدق الذي بداخلنا. إنها بالفعل دعوة ليسود الوضوح جميع تعاملاتنا في أعمالنا. في سلوكياتنا بحيث تنعكس على حسن وزيادة وفعالية إنتاجيتنا على المستوى البعيد. دعوة لأن نأخذ ثقافة الاعتذار بحيثياتها وإيجابياتها وليس بقشورها، الحياة جميلة والأجمل أن نسعد بها ونعيشها فلنعبر عمَّا نريد ولنعترف بكل خطأ ونعتذر عنه. وقفة ها هي رسالتنا، تعبّر عنها كلماتنا، ليكون الاعتراف هدفنا، والاعتذار شعارنا، لنحقق الرقي في حياتنا.