عواصم - وكالات:
هاجمت القوات العراقية آخر مواقع داعش في المدينة القديمة بالموصل أمس الجمعة بعد يوم من إعلان الحكومة رسميا عن نهاية داعش التي أعلنها الإرهابيون والسيطرة على المسجد التاريخي الذي اعتبر رمزا لنفوذ الجماعة المتشددة. وفر عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال نحو القوات العراقية وسط أزيز طلقات في الهواء. وقال قادة جهاز مكافحة الإرهاب بالمدينة إن المعارك القادمة ستكون صعبة لأن معظم الارهابيين أجانب ويتحصنون بين آلاف المدنيين. وقال اللواء معن السعدي من جهاز مكافحة الإرهاب إن السيطرة على الأحياء القليلة الباقية على ضفاف نهر دجلة التي يدافع عنها حوالي 200 من مقاتلي داعش من المنتظر أن تستغرق ما لا يقل عن أربعة إلى خمسة أيام من القتال. وأضاف أن التقدم مستمر حتى حي الميدان و»السيطرة عليه معناها يوصلنا إلى نهر دجلة وبذلك يكون قد قسمنا المدينة القديمة لقسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة». وتمكنت قوات في الجيش العراقي امس من تحرير حي «الفاروق الثانية» في الساحل الأيمن من الموصل400/ كيلومتر شمالي بغداد. وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قائد عمليات (قادمون يا نينوى) في بيان صحفي إن «قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة حررت حي الفاروق الثانية في المدينة القديمة للساحل الأيمن من الموصل».وتواصل القوات العراقية اكمال تحرير كامل مناطق المدينة القديمة من سيطرة داعش. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة منذ بضعة أيام إتمام تحرير 50 بالمئة من أحياء الموصل القديمة، وأنها تواصل عملياتها في الجزء المتبقي منها.وتخوض القوات العراقية قتالا عنيفا مع عناصر داعش في أحياء الموصل القديمة التي تحولت أبنيتها إلى ركام من جراء القصف المتبادل، فيما غاب مشهد مأذنة الحدباء الشهيرة للجامع النوري عن أحياء الموصل القديمة، لأول مرة بعد تدميره من قبل داعش بعد أن كان من أشهر معالم الموصل منذ قرون. من جانبها دعت الأمم المتحدة الحكومة العراقية امس إلى التدخل لوقف تهجير من يشتبه في ارتباطهم بتنظيم داعش من مدينة الموصل ومناطق أخرى. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إن مئات الأسر تلقت خطابات تهديد تحدد مهلة للمغادرة وهو ما وصفه بأنه يصل إلى حد «أعمال الانتقام». وأضاف في تصريحات للصحفيين في جنيف «ندعو الحكومة العراقية للتحرك لوقف مثل هذا التهجير الوشيك أو أي نوع مالعقاب الجماعي وتعزيز النظام القضائي الرسمي لتقديم الجناة للعدالة».