جاسر عبدالعزيز الجاسر
48 ساعة ويتحدد موقف جماعة الأربعة الحاكمة في قطر من التعامل مع مطالب الدول العربية المقاطعة لسياستها التي جلبت الإرهاب والفوضى للدول العربية.
بعد 48 ساعة سيعرف القطريون قبل غيرهم كيف يتعامل من يدير الحكم في قطر، وهم بالتحديد من يسمونه بالأمير الوالد حمد بن خليفة وزوجته، ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم والأمير الحالي تميم بن حمد.
القطريون يعلمون أن 48 ساعة القادمة ستحدد وضع قطر ولأعوام قادمة، هل ستبقى ضمن محيطها وانتمائها العربي أو تذهب بعيداً وترتمي في أحضان من يعادون العرب ويكيدون لهم، من سدنة طهران وسلاطين بني عثمان نصرة لدعم الإرهاب ومنطلقه الأساسي جماعة الإخوان المسلمين والتي جمعت إرهابييها الفكريين ومخططي الأعمال الإرهابية والمنظرين السياسيين من مصر وفلسطين وليبيا وأمدتهم بالانتهازيين الإعلاميين والسياسيين الذين لا هم لهم سوى الإثراء والتكسب على حساب أهل قطر.
القطريون يعلمون أن الدول العربية اتخذت إجراءات للدفاع عن أمنها بل وحتى الحفاظ على كياناتها من تآمر جماعة الأربعة التي لم تترك جهة معادية للعرب إلا وتعاملت معه، من إسرائيل إلى إيران، إلا من يحلمون بإخضاع العرب إلى هيمنة عصملية جديدة تحت عباءة الادعاء بإعادة الخلافة إلى من يحلمون بالعودة إلى حكم الإمامة في اليمن، والعمل مع المجانين كشريكهم في التآمر على اغتيال الملك الطيب عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله.
أهل قطر لا أحد غيرهم عليهم أن ينظروا بعين الفحص والتدقيق، كيف يضحي حكم جماعة الأربعة في قطر بأشقائهم في السعودية ومصر والإمارات والبحرين وهي التي تشكل السياج الآمن لقطر، وتستبدلهم بدول طامعة ساعية إلى مد نفوذهم وفرض وصايتهم سواء بالتبعية لولاية الفقيه أو الانضواء تحت خيمة الخلافة العصملية. ويتساءل المرء هل عجزت قطر عن إيجاد رجال ونساء من أهل الفكر والعزم يرون اندفاع جماعة الأربعة الحاكمة نحو الهلاك دون أن يبصرونهم بالحقيقة ويحذرونهم مما هم إليه ذاهبون.
ألا يعلم أهل قطر أن من يتحالف معهم حكام قطر أنظمة محاصرة بالمشكلات في الداخل والخارج، فهل ينتظر من ملالي طهران الذين تنتظرهم عقوبات قادمة من أمريكا وأوروبا أن تجد حلاً لهم في معاندتهم لأشقائهم العرب.
وهل ينتظر أن تساعد أنقرة وهي المحاصرة بامتعاض حلفائها السابقين في أمريكا وأوروبا من تصرفاتها، ومشاكسات الأكراد أن تنجدها، بل إنَّ كلٍ من طهران وأنقرة يسعيان لمعالجة أوضاعهما على حساب أهل قطر.
48 ساعة ويتضح للقطريين قبل غيرهم كيف تعامل حكامهم مع ما يهدد البلاد بالعزلة والنبذ، وبين تغليب مصلحة أعداء العرب وإرهابييهم من الإخوان والمرتزقة الآخرين، أو العودة إلى أهلهم في الخليج ومصر.