د. عبدالرحمن الشلاش
لا تحتاج حكومة قطر حاليًا لأكثر من صوت الحكمة الذي يدلها على الطريق الصحيح، طريق الأشقاء الذين يشكلون منظومة التعاون والتلاحم ضد أطماع أعداء يتربصون بالمنطقة الدوائر من أجل التهامها بعد أن تتحول إلى لقمة سائغة!
يومان فقط تبقى من مهلة الأيام العشرة التي حددتها الدول الأربع كي تتخلص قطر من أدرانها وخطاياها وتعود إلى الصف أكثر اتزانًا وحكمة وبعدًا عن تقمص دور المشاغب، والشاذ عن الصف والسادر في خيالات وأوهام السيطرة والنفوذ، والمبذر لأموال شعب يرنو للتقدم والرقي والاستقرار فيكفيه ما أنفقه نظامه من أموال طائلة لدعم الإرهاب والثورات والانقلابات، والصرف ببذخ على قناة الجزيرة ذات الأهداف والتوجهات المعادية لدول الجوار والدول العربية حيث يحسب عليها ما أحدثته من شروخ بين الشعوب العربية وبات إغلاقها مطلبًا ملحًا من الجميع فهي لا تمثل الإعلام النزيه والحر والموضوعي كيف لا وهي تقف ضد كل ما يعارض النظام القطري ومسانديه من الإخوان.
قبل أن يجد النظام القطري نفسه في عزلة كاملة، واقتصاده في الحضيض عليه أن يثوب إلى رشده ويستفيد من المهلة التي أرى أنها قد جاءته على طبق من ذهب وعليه إلا يفوتها وإلا فإن الأمور ستزداد سوءًا وخصوصًا أن معظم دول العالم ترى فيه خطرًا من واقع دعمه اللا محدود لجماعات إرهابية تسببت في كثير من التفجيرات والهجوم على مساجد وكنائس تفضحها التسجيلات بين حكام الدوحة وبعض الحكام العرب والعلاقات المشبوهة مع النظام الصفوي الفارسي في إيران، والزيارات المتبادلة مع الإسرائيليين، وعلى الرغم من تبريراتهم في قطر ونفيهم إلا أنهم لم يقدموا من الأدلة ما يقوي موقفهم بل إنهم مضوا في تخبطات وتناقضات تفضحهم بصورة أكبر وتؤكد تورطهم على مدى عشرين عامًا عانى منها الجيران المرارات والأذى حتى لقب نظام قطر بـ»المؤذي».
نتمنى في المملكة أن تبادر قطر لقبول المطالب حفاظًا على وحدة الصف ودعم التعاون بين الدول وقطع جذور الإرهاب إلى الأبد، ورحمة بشعب قطر، لكن هذه المبادرة قد لا تتم في ظل وجود المرتزقة في قطر وهؤلاء لا تهمهم مصلحتها، وأكثر ما يغريهم دولاراتها التي تنثر عليهم بسخاء، والدول الضاغطة عليها والمتحالفة معها على الشر لذلك ليس أمام النظام القطري إلا الاستقلال بقراره وتغليب مصلحة البلاد قبل فوات الأوان.