سلمان بن محمد العُمري
هنيئاً لمن أدخل السرور والبهجة في نفوس الآخرين فكيف بالأقربين من أهل وأصحاب، وكيف إذا كان نثر الفرحة وزرع الابتسامة في يوم سعيد ومرتبط بشعيرة دينية، ومما تتميز به بعض الأسر الكريمة البيئة الطيبة والتي يسودها الألفة والمحبة والأخوة الصادقة، وحسن التعامل وقوة الترابط، والتعاون والتكاتف، فهي مثالُ يحتذى في قوة الترابط والتلاحم وصلة الأرحام والتسابق في أعمال البر والإحسان وإكرام الضيف، وهذه الخصلة الحميدة يستعذب الناس ذكرها لمكارم خلق أبنائها، فهم مقصد ومأوى للأضياف، وذوي الحاجة.
وفي كل أسرة وكل مجتمع مبارك هناك من وفقه الله في أعمال الخير بوجه عام مع الأهل والقرابات، وهناك من الجيران والأصحاب، ومنهم من جمع الخير من أطرافه فهو كالغيث أينما حل نفع وخيره عام. وفي كل زمان ومكان ومن ذلك تبني اجتماع العيد سواء للأهل أو للجيران، فترى هذا الرجل المبارك وأسرته يرهقون أنفسهم ويبذلون من وقتهم الكثير، ومن مالهم ليسعدوا غيرهم، والبذل بالمال والجهد منذ ليال العشر تارة بالاتصال والتواصل والحث على الاجتماع، مع العمل مبكراً في تهيئة ما يحتاجه الاجتماع من مأكل ومشرب بل وهدايا، وبشاشة لا تفارق محياهم.
وهذه المناسبات والاجتماعات مع كلفتها المادية والبدنية ففيها جهد وتعب نفسي لمداراة الناس واختلاف وجهات نظرهم وأهوائهم ورغباتهم وتحتاجُ قدراً كبيراً مِنْ الصبر والاحتساب، صبراً على اختلافِ الآراءِ والرغباتِ، وحكمةً في التعاملِ معْ المقترحاتِ، وواقعيةً في التنفيذِ لا مثاليةَ فيها، وتغليباً للمصلحةِ العامة على المصلحةِ الشخصية والرغبات الخاصة وتنوع الآراء بل واختلافها، ولذا فالقائم على مثل هذه الاجتماعات التي يقدمها بكل سرور وسعادة لن يسلم من الأراء المثبطة قبل وأثناء الاجتماع ومن سياط النقد وألسنة البذيئين غير الشاكرين عقب الاجتماع وهذا مما يضاعف لهم الأجر والمثوبة.
وفي المقابل فإن من واجب المدعوين تلبية الدعوة، ومشاركة الأهل والأحبة أفراح العيد مشاركة من الجميع.
فلا يحرم أهله وقرابته وصحبه من اكتمال فرحة العيد بلقياهم ورؤيتهم.
أعاد الله علينا وعليكم هذا العيد أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة وعلى أمتنا الإسلامية جميعاً باليمن والخير والبركات.
بالمختصر المفيد:
العيد من لقياكم في بهجة
والبشر من لآلئكم يتدفق
طاب الهنا بالعيد قد نلنا المنى
وازدان زهر الروض فهو منمق
حياكم الرحمن قد زال العنا
نرجو لكم طوبى وعيش مورق