د. ناهد باشطح
فاصلة:
((ليس أحد أفضل من الآخر، إذا لم يكن يعمل أكثر من هذا الآخر))
-حكمة عالمية-
في زمن الإعلام الجديد، تغيرت صناعة الأخبار، حيث لم يعد الصحفي الذي يعمل في مؤسسة صحافية أو غرفة الأخبار من يصنع الخبر، بل أصبح من حق أي مواطن في أي من هذا العالم أن يصنع الخبر وينشره.
الإشكالية في أن هذا المواطن لا يعرف شيئاً عن أخلاقيات النشر الصحافي أو قوانينه، وحتى إن كان مواطناً مثقفاً فإنه لا يدرك كيف تصاغ الرسالة الإعلامية وكيف تؤثر على الجمهور.
على سبيل المثال فإن موقع «تويتر» ليس عبارة عن تغريدات بمعنى آراء تمثل صاحب الحساب، إنما هي رسائل إعلامية تسهم في تشكيل الرأي العام.
ولا سبيل لنا لإيقاف الفوضى في ما تحدثه بعضها من آثار سلبية أو تضليل إلا بنشر الوعي بخطورة إرسال معلومة دون مصدر.
بحسب ما نشر في 27 يونيو 2007 في BBC العربي فإن قناة CNN مؤخراً حذفت خبراً من موقعها لأنه اعتمد على مصدر واحد وقبلت استقالة ثلاثة من صحافييها من بينهم أريك ليكتبلاو الحاصل على جائزة بوليترز.
وذلك معالجة لاتهام مساعد الرئيس الأمريكي «انتوني سكاراموتشي» للشبكة بمهاجمة أصدقاء ترامب ونشر معلومات غير صحيحة.
أهمية المصادر تتضح مثلاً في مجموعات الواتس أب لدى الإعلاميين والمثقفين الذين يحرصون على معرفة المصدر، أما عامة الناس فهم ينقلون الأخبار من دون وعي أن للمصادر أهمية كبرى في تحقيق مصداقية الخبر.
ربما ليس من المهم أن يعرف الناس أن المصادر أنواع وأن اختيار المصادر له علاقة بأجندة الصحفي الذي يصنع الخبر، لكن لأنه تحول إلى صحفي «الصحفي المواطن» الذي هو الآن أي شخص ينشر ما يصله من أي مصدر، وعلى ذلك فهو مسؤول عن هذا الخبر وحقيقة المعلومات به، وكذلك ماذا سيكون تأثيره على الجمهور حتى وإن كانوا أصدقاءه لأنهم سيرسلون رسالته إلى آخرين.
الأخطر أن البرامج التقنية البسيطة تمكن الآن من كتابة تعليق على الصور أيضاً فتصبح الرسالة نصاً وصورة وربما صوتاً فتكون أقوى في التأثير، وهنا يكمن خطورة تمرير رسائل إعلامية ضارة بالمجتمع تشكك في قدرة المسؤولين على خدمة المجتمع أو تحبطه تجاه المستقبل.
ليس المطلوب منا إن كنا غير مختصين أو مهنيين في الإعلام إلا أن نسأل أنفسنا قبل إرسال أي رسالة ما هو الهدف؟
إجابتنا بشفافية على هذا السؤال ربما تثنينا عن نشره.
أما الصحافيون فجدير بهم الإجابة على كثير من الأسئلة قبل نشر أي خبر من أهمها: هل نشر الخبر في هذا التوقيت لمصلحة مجتمعي؟ ما المبررات التي سأقدمها لمؤسستي إذا ما أحدث الخبر ما يستحق المساءلة؟ وأسئلة أخرى أكثر
الصحافي حين يستخدم وسائل التواصل الاجتماعية عليه أن يكون أكثر حذراً من أي مستخدم لا يدرك سلطة قلمه.