فهد بن جليد
ثقافة الفرح جزء كبير جداً من الدور الذي تلعبه (هيئة الترفيه) مشكورة، والتي أتمنى أن تلتفت إلى جانب مُغفل ومسكوت عنه مدة طويلة حتى -كاد أن يندثر- نتيجة إهمال جهات أخرى مثل جمعية الثقافة والفنون وغيرها، وهو تعلم الأصول والطرق الصحيحة لمُمارسة وأداء الرقصات والفنون الشعبية التي هي جزء مهم من الموروث والشخصية السعودية، فهل حان الوقت لتعليم أطفال الجيل الحالي فنون وأصول الرقصات والفنون الشعبية في كل منطقة بدءاً من العرضة السعودية ومروراً بخطوة عسير، ومزمار الحجاز، وفولكلور جازان، والسامري، والخبيتي، وأهازيج البحر، والينبعاوي، والدحة .. وغير ذلك من الرقصات والفنون الشعبية السعودية، التي برأيي أنَّ تعلمها وتدريسها بات ضرورة مُلحة للغاية.
لا يجب ترك المسألة للمُحاكاة وتعلم الأطفال للرقصات الشعبية عن طريق مقاطع اليوتيوب وما شابهها، بل يجب أن يكون هناك مدارس مُتخصصة، ومدربةن مهرة، يُرخص لهم لتعليم هذه الفنون، التي تُمارس كجزء من الترفيه والفرح في مُختلف المناسبات، والأمل في هيئة الترفيه اليافعة صاحبة الأفكار المُتجددة، في أن تحرك المياه الراكدة هنا، بعد أن فشلت جهات أخرى في القيام بالدور المناط بها والمُنتظر منها، فالترفيه بمُمارسة هذه الفنون وتعلمها -أخاله- في سلم الأولويات ليشيع الفرح في المجتمع.
هناك حيرة وتردد واضح لدى الكثيرين من الحضور لتلبية الدعوات العفوية المُقدمة من الأهل والأصدقاء لمُشاركتهم الفرح بأداء هذه الرقصات في المناسبات الرسمية والعائلية في الأعراس والأعياد وغيرها، نتيجة عدم إتقان ومعرفة أصول أداء هذا الموروث الشعبي بالشكل الصحيح، والخوف من الظهور بمظهر غير لائق، وأنا لا ألوم الناس على ذلك، فقد كادت هذه الفنون أن تغيب وتندثر رغم أهميتها.
هناك مسؤولون يشعرون بالحرج عند دعوتهم للمشاركة في مثل هذه الرقصات السعودية في المناسبات الرسمية، كما أن هناك آباء قد يخجلون أمام أبنائهم لأنهم لا يُجيدون أداء بعض هذه الرقصات في المناسبات الخاصة والعائلية، أفراح عيد الفطر هذا العام كشفت لنا حجم المُشكلة التي علينا أن نتداركها، ولو بتدخل هيئة الترفيه لتعليمنا كيف نشارك الآخرين أفراحهم، حتى لو لم يكن هذا من صميم عملها، ولكن قدرها أننا ننتظر منها دوماً - إشاعة الفرح - في كل مكان، أكثر من أي جهة أخرى.
وعلى دروب الخير نلتقي.