ولاء باجسير - جدة:
في حديث خاص لـ«الجزيرة» مع اللواء. حمدي بخيت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري عن العلاقات السياسية بين (مصر وقطر) ومدى قوة العلاقة بين (قطر واسرائيل) وتوقعات الأحداث المرتقبة وكذلك الموقف من علاقة قطر بدول مجلس التعاون وكما جاء في الحديث كالتالي:
* هل هناك تصعيد سياسي بين (مصر وقطر) وصراع المواقف على النفوذ العربي؟ وماهى توقعاتك المستقبلية في ذلك؟
- نعم، هى أزمة متصاعدة وليس من الممكن أن تقف إلى هذا الحد وستنال أبعاداً كثيرة ولن تتوقف عند البُعد الإقليمي وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي أوالدول العربية، ولكن بالضغوط التي تمارسها مصر والدول المتضررة من الإرهاب أعتقد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يكون له دور فاعل، لذلك نحن حصلنا على تصريحات من زعماء كثيرين في العالم تدين الموقف القطري وتُقر بأن قطر ارتكبت الكثير من المخالفات والجرائم والأعمال التي تدعم بها العصابات الإرهابية في المنطقة العربية وغيرها، لأن الإرهاب خريطته هُلامية وغير محددة المعالم وبالتالي اعتقادي بأن التصعيد سيكون أقوى خلال الفترة القادمة إن لم ترتدع قطر وتستجيب لنداءات دول الجوار ودول المنطقة.
* كيف ترى قوة العلاقة بين (قطر وتل أبيب) وما مدى عمقها؟ وفي حال إن كان هناك علاقة قوية، ما الذي يؤكد ذلك؟
- العلاقة بين إسرائيل وقطر علاقة حميمية وقديمة ويكفي أن قطر هى أحد عوامل اختراق القضية الفلسطينية كقضية صراع (عربي اسرائيلي) أو على مستوى الصراع (الفلسطيني الفلسطيني) أو على مستوى الصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) جميع المحاور التي تدور على الساحة الفلسطينية اخترقتها قطر بأنها دعمت حماس لتلعب هذا الدور المارق للقضية الفلسطينية وتشرخ الصف الفلسطيني وما تقوم به قطر بدعم حماس ضد فتح والمنظمات الأخرى ودعمها لتقوم بأعمال إرهابية ضد مصر بما جعلها تُصنف منظمة ارهابية لفترة طويلة، فلذلك علاقة قطر بحماس علاقة مبرمجة لصالح إسرائيل وتخدم أجنداتها وليست لصالح حماس كقضية عربية، ومن العمليات التي تقوم بها حماس هو أنها تدع الجانب الإسرائيلي يتدخل بعنف ضد المنطقة وهى التي تدعمها، وعلى ضوء علاقة قطر بإسرائيل هناك مثال بسيط وهو وجود «حمد بن جاسم آل ثاني» وزير خارجية قطر السابق بصفة دائمة في إسرائيل وله منزل وأولاده يتعلمون في مدارس تل ابيب، وكل هذا مرصود منذ فترة طويلة، فهذه العلاقة أوجدت اختراقاً في الأمن القومي العربي ككل، وكذلك الأمن القومي الفلسطيني والصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) والصراع (العربي الإسرائيلي) فهذه العلاقة لن تفر منها قطر لأنها دولة تعتبر أداة تستخدم وليست صاحبة استراتيجية وحين ينتهي الغرض من قطر ستلقى في سلة مهملات الدول المارقة.
* عندما طلبت قطر من تركيا إرسال جنود للقواعد العسكرية، باعتقادك هل هذه رسالة كاستعداد لمجابهة القوات المصرية مستقبلا ً؟
- لن نترك مجالا لمواجهة قوات مصرية على المدى المنظور ونحن الآن نعالج وضعا يشمل عقوبات سياسية واقتصادية ودبلوماسية، ولكن الاتجاه العسكري هذا نوع من الاستقواء بالخارج من قطر وهى التي لجأت له فنحن لن نلوح باستخدام القوة ولن تكون في بنود أو في إجراءات عقاب لقطر جميعها كانت اجراءات سياسية ودبلوماسية واقتصادية، ولكن قطر استقوت بدول أخرى وهم الثلاثة الذين يديرون العمل الاستخباراتي في المنطقة وهؤلاء الذين ساعدوا كثيرا على انتشار الفوضى بالتعاون مع الإخوان المسلمين بداخل مصر وهذه الدول من الواضح جداً أنها تحاول إسقاط الدولة المصرية لأن خروج مصر وتبوئها لمكانتها يغير من حزمة النفوذ في المنطقة وحزمة النفوذ عبارة عن 100% وتوزيعها الآن لهذه الدول ستحظى قطر بنسبة كبيرة منه بأسلوب البلطجة وإسقاط الأنظمة فخروج مصر من هذا المستنقع سيعطي الفرصة لدعم دول الخليج بأن تتبوأ بمكانة في حزمة النفوذ بالمنطقة، وبالتالي حزمة النفوذ لتلك الدول الأخرى ستتقلص لذلك هذه الدول تتعاون مع قطر أو بمعنى أدق تستخدم قطر كأداة للعمل على هرتلة الموقف وتميعه وانتشار الفوضى حتى لو دعمتها بنوع الردع غير المباشر بأن يوجد جنود بينما قطر لها سابقة في هذه القضية حيث إنها تملك تقريباً 5000 آلاف عنصر من القوات التونسية منهم ضُباط وجنود وكان ذلك في عام 2012م وكان دخولهم هذا على خلفية التدريب المشترك (الصقر الجارح) وكان هذا الموقف واضح جداً، واليوم ليست فقط تستقوي بجنود أتراك بل قطر جنست ومنحت الجنسية لقائد كبير تركي كان يقود الجيش القطري، فكيف دولة تقبلها على سيادتها وقيمها؟! وخصوصاً الجيوش يجب أن تكون من الدرجة الأولى وطنية لكيلا تسمح بانشقاق أو بشروخات وانحراف.
* ما مصلحة قطر بدعم الفصائل السورية المقاتلة.. وبنفس الوقت هى الداعم الأساسي لاتفاقية (استانا)؟
- هذا هو ما يعرف بالتناقض في أداء الأدوار المشبوهة فالدول المشبوهة تلعب دورا ازدواجيا ومتناقضا وقطر لها مصالح والفصائل التي تدعمها من أجل أن تكون ضد سوريا بالكامل وهدفها تقسيم سوريا وهذا هو الهدف الذي تسعى إليه اسرائيل من خلال قطر وكذلك دول أخرى، ولكن في حال اذا تعارضت المصالح من الممكن الاتفاق على الحد الأدنى، وقطر تسعى على تقسيم الخريطة السورية لذلك هى تدعم مؤتمر (استانا) لتجد لهذه العناصر مكاناً على طاولة المفاوضات لكي يكون لها واقع على الأرض في تقسيم الخريطة السورية، فالعملية مرتبطة ببعضها ولا تتجزأ لكنها تجتمع تحت مسمى واحد وهو (الدور العميل المارق الخبيث لقطر ضد إخوانها العرب وضد مجلس التعاون الخليجي).
* حدثنا عن اختراقات قطر للأمن القومي للدول المجاورة وتحديداً لمصر؟ وهل قطر تشكل تهديداً لدول الخليج خاصةً والمنطقة عامة؟ الإصرار القطري على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر هل من الممكن يهدد الأمن القومي العربي؟
- قطر باتت إحدى الأدوات التي تستخدمها قوى لمحاولة الهيمنة على المنطقة كوسيط لقوى كبرى تحاول دائماً أن تضع المنطقة في حالة توتر وعدم الاستقرار الأمني و تقسيم خرائطها، وقطر لاعبة لخدمة هذه القوى وقد اخترقت الأمن اليمني وشجعت الخلايا ضد بعضها وشجعت الحوثيين الذين هم عملاء لإيران، وقطر هى الدولة الوحيدة التي مدت يدها لإيران ولم تعترف بجميع جرائمها سواء في العراق أو استلائها على جزر الإمارات التي هى من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى أن قطر اخترقت الأمن القومي السوري بدعمها للفصائل والعناصر المقاتلة التي أدت وساعدت لتسهيل تقسيم الخريطة السورية، وكذلك قطر ساهمت في بناء تنظيم «داعش» في شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا لكي تتواجد بؤرة تسرق بترول المنطقة وتبيعه بالوساطة لقطر وتنهب ثروات المنطقة وتدمر آثارها وثقافتها تحت حجج واهية، وكذلك فقطر هي من اخترقت الأمن القومي الليبي بأن ساعدت في إجلاء عناصر بعد الضغوط التي أصبحت عليها في منطقة الشام من عناصر تنظيم «داعش» و«بيت المقدس» و«أنصار الشريعة» لكي تعيد تمركزها في ليبيا وتخترق الخارطة الليبية والأمن القومي الليبي بل إنها تدربها وتمولها لكي تقوم بالأعمال الإرهابية داخل مصر، قطر وسيط في جميع الخروقات التي تتم بالمنطقة وبالتالي دورها مع إيران غير مستبعد ولا مستغرب لأنها تمد يدها للاتجاه التي تتخيل انه يحميها، ولكن قطر في وقت من الأوقات ينتهي الهدف منها وبتواؤم المصالح الكبرى للقوة الفاعلة في المنطقة سينتهي دورها وتلقى في مزبلة التاريخ كدوله مارقة، وبالنسبة لإصرار قطر على تدخلاتها يعتبر تهديداً مباشرا للأمن القومي المصري على الأقل بإيواء واحتضان المجرمين والاخوان المسلمين وغيرهم الكثير الذين لا ولاء وانتماء لوطنهم وبلدهم ومحكوم عليهم في قضايا، وقطر تؤويهم على أراضيها وتمدهم وتوفر لهم الغطاء الأمني والغطاء السياسي، لذلك قطر تعتبر عاملا مساعدا كبيرا جداً وفاعلا مباشرا ضد الأمن القومي المصري لتمويلها للإرهاب وتمويلها حماس التي تسمح لبناء الأنفاق لكي يدخل الإرهابيون إلى سيناء وتمول جميع العناصر في أي مكان بمصر لكي يكونوا على الحدود المصرية (قطر موصومة ضد الأمن القومي المصري) و( قطر موصومة بالقبض على عناصر من الاستخبارات القطرية في عمليات كثيرة) و( قطر موصومة بالاستجوابات التي تمت مع عناصر إرهابية مقبوض عليها وأدلوا بأقوالهأنهم مدعومون وتدربوا في قطر) .
* وهل هناك استطاعة للوصول إلى حل جذري لهذه الأزمة؟
- لابد من تغيير النظام القطري وطريقة سياسته وتغير الشخصيات السياسية لتثبت وتظهر للعالم على أنها ستتبنى سياسات جديدة ولكن في نفس الوقت أنا متوقع حتى ولو تم هذا التغيير ايضاً ستتبنى السياسات التي تورطت فيها وهى متورطة كدولة، وفعلا هى تحاول كسر الحصار الاقتصادي من خلال إيران وتستقوي بالدعم السياسي والجيش التركي وأيضاً تستقوي بإسرائيل التي أعلنت بأن قطر لا تقوم بمثل هذه الأفعال وتدافع عنها دفاعاً سياسياً مستميتاً وهو الذي قفز إلى المرتبة الأولى والجاري تنفيذه الآن، ولابد أن يكون هناك حراك وطني داخلي من قِبل الشعب القطري بالتعاون مع العناصر المعارضة المنفية في الخارج لذلك الشعب القطري عليه أن يستشعر بأن هذه الحكومة تضيع عليه ثرواته مثل ما أضاعت أكثر من 40 مليار دولار في الصرف على العناصر الإرهابية في المنطقة العربية وغيرها.
* هل هناك علاقة بين المجموعات في ليبيا التي تمولها قطر، والتفجيرات التي حصلت في مصر (ضد الاقباط)؟
- قطر تعمل على الأراضي الليبية منذ الثورة ضد القذافي والعناصر القطرية كانت ترصد من خلال الأراضي المصرية، وكنا نرى أن هناك دعما ماليا باهظا لهم وما أقوله مسجل ومُصور وتوجد الإثباتات وعناصر الاستخبارات القطرية مرصودة داخل ليبيا وذلك بشهادات من وكالات الأنباء العالمية الروسية وهناك تأكيدات بأن قطر تواجدها في ليبيا منذ بداية الأزمة، فأما الدور الذي تلعبه الآن فهو تسهيل لإعادة التمركز لعناصر تنظيم «داعش» و«القاعدة» و«انصار الشريعة» من مناطق الصراع التي هزمت فيها بالعراق وفي سيناء وفي سوريا إلى ليبيا كمنطقة يمكن الانطلاق منها إلى دول الجوار إما غرباً اتجاه تونس والجزائر فقد تم القبض على عناصر منهم وتم تدمير عدة مركبات على الحدود الجزائرية ووصلت إلى 4 عناصر ومعهم مركبة، وكذلك في مصر تم القبض على عدد كبير منهم وتدمير أكثر من 300 مركبة عن طريق حرس الحدود وبوسائل مختلفة والموضوع أصبح واضحاً على الأرض ولا يقبل أي معارضة أو شك.