فيصل خالد الخديدي
(الطائف من جديد) لم تكن عبارة عابرة أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في ثنايا حديثه بالمؤتمر الصحفي لإعلان أسماء الفائزين في بعض مسابقات سوق عكاظ الأسبوع الفائت, بل هو شعار يختصر كثيرا من الجهود والمشاريع التي بدأت وستستمر في محافظة الطائف لتعود من جديد كما كانت سابقاً مشعلاً للثقافة والفن والحضارة منذ سوق عكاظ الذي يمتد جذوره في عمق التاريخ البشري، فسوق عكاظ من أشهر أسواق العرب قديماً من الجاهلية واستمر في عهد النبوة مروراً بصدر الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين وحتى توقف سنة 129هـ في زمن بني أمية, وعاد سوق عكاظ في نسخته الحديثة في عام 1428هـ ليصبح تظاهرة فنية وثقافية وأدبية تجمع الأطياف المختلفة من ألوان الإبداع تحت لوائها, ويعيش الآن في دورته الحادية عشر انفتاحا كبيراً من حيث المشاركات الفنية والثقافية والأدبية والتاريخية والشعبية ومن حيث عدد المسابقات والجوائز الأدبية والثقافية والفنية والشعبية, كما وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بأن تكون الطائف هذا العام جميعها سوق عكاظ في انفتاح لسوق عكاظ على الطائف وتحقيق منه لشعار الطائف من جديد فأصبحت جميع مؤسسات الطائف شريكة في الحدث وصانعة لتميز سوق عكاظ لهذا العام من خلال المناشط الثقافية والفنية التي تنتشر في جميع مرافق وأطراف الطائف.
إن حجم الأنشطة الفنية والتشكيلية المعلنة في سوق عكاظ لهذا العام تجعلنا أمام تظاهرة فنية مختلفة وبداية حدث سنوي استثنائي من معارض وورش وفعاليات تشكيلية وفنية نوعية تنتشر في جنبات سوق عكاظ هذا العام وتمتد لوسط الطائف, فمن واحة الفنون التي تتوسط سوق عكاظ بمعارض مغلقة وأخرى مفتوحة ورسومات جدارية وأخرى أرضية إلى المسابقات التشكيلية الحرة والأخرى التفاعلية ومعلقات عكاظ الفنية والجدارية ومعارض للخط العربي وأخرى للتصوير الضوئي ورسوم ثلاثية الأبعاد ونحت على الصخور.. فنون تتكامل في سوق عكاظ هذا العام لتفتح نافذة إبداعية لحدث فني تاريخي استثنائي يعود بالطائف من جديد.