اختتمت مؤسسة الشارقة للفنون يوم الاثنين الموافق 12 يونيو الجاري فعاليات الفصل الأول من بينالي الشارقة 13، بعد أن قدّم على مدار الأشهر الثلاثة الماضية مجموعة من المعارض الفنية النوعية وعروض أداء مسرحية، وعروض سينمائية وموسيقية، ذلك إلى جانب جلسات نقاشية وورش عمل تعليمية أقيمت في مواقع مختلفة من إمارة الشارقة، وحظيت بنسبة حضور تخطت الـ 140 ألف زائر. اندرجت الأنشطة والفعاليات التي قدّمها البينالي هذا العام تحت عنوان «تماوج» وفي تنويع فني وإبداعي وفكري على الثيمات الأربع التي اعتمدها: الماء، والمحاصيل، والأرض، والطهي. هذا وسينطلق الفصل الثاني من البينالي في بيروت في 19 أكتوبر 2017.
سعت كريستين طعمة قيّمة بينالي الشارقة 13 والمديرة المؤسسة للجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية في بيروت «أشكال ألوان» إلى تصوّر فعل التماوج خارج إطار معنى التكرار الذي تحمله العبارة، وصولاً إلى معنى المشاركة، ومن هذا المنطلق توصلت إلى المراحل والمشاريع المتعددة التي مر بها بينالي الشارقة لهذا العام، والتي كان أبرزها الفصل الأول من بينالي الشارقة 13 الذي ضم معارض فنية مزجت ما بين الأعمال الفنية التركيبية وعروض الفيديو واللوحات والأعمال النحتية التي قدمها أكثر من 70 فناناً من مختلف أنحاء العالم، فاز من بينهم 4 فنانين: إنجي إيفينز، وأوريل أورلو، ودينو سيشي بوباب، ووليد ستي، بجائزة البينالي لهذه الدورة، كما منحت جائزة تقديرية للفنان الفلسطيني الراحل علي جابري مخصصة لترميم أعماله الفنية.
هذا وقد تضمن برنامج البينالي ثماني جلسات نقاشية أقيمت ضمن لقاء مارس2017 المصاحب، بالإضافة إلى حفلين موسيقيين لفرقة «كرخانة» و«مجموعات دي جي من قبل تسجيلات بدوي: سالم راشد، ساسا وأبلو»، وسبعة عروض أداء بلغات مختلفة قُدمت على مدار خمسة أيام في ساحة المريجة، وساحة الخط، وساحة الفنون ومواقع أخرى في إمارة الشارقة، ومن ضمنها العرض المسرحي الأدائي «قريب من هون» من تأليف وإخراج روي ديب، وعرض أداء لـ«مجموعة رقص ميديا» بعدة لغات تحت عنوان «ضرورات اللانهاية»، و«كلايمافور» لـ مجموعة كوكينغ سيكشنز، و«مدينة نظيفة» من إخراج أنيستيس أزاس وبرودروموس سينيكوريس.
كما قدّمت عروض الأفلام التي استقطبت ما يزيد على 600 مشاهد وتم عرضها في «سينما سراب المدينة» و«سينما الحمراء». وقد احتوى برنامج الأفلام على 11 فيلماً وهي: «خُطوة خُطوة» للمخرج السوري أسامة محمد، و«هدية من الماضي: 20 سبتمبر» للمخرجة المصرية كوثر يونس، و«حاجتين تلاته نسيت اقولهملك» للمخرج المصري أحمد غنيمي، و«آخر أيام المدينة» للمخرج المصري تامر السعيد، و«صوت البحر» للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، و«خارج الإطار/ ثورة حتى النصر» من إخراج الفلسطيني مهند يعقوبي، و«عسل» للمخرج التركي سميح قبلان أوغلو، و»بابا عزيز: الأمير الذي تأمّل روحه» للمخرج التونسي ناصر خمير، و«مجمع مصانع» للمخرج الكوري إيم هيونغ-سون، و«كويانيسكاتسي» للمخرج الأميركي غودفري ريجيو، و«على إيقاع الأنتنوف» للمخرج السوداني حجوج كوكا.
كما ترافق برنامج البينالي مع ورش عمل أقيمت ضمن برنامج «مدرسة بينالي الشارقة 13» والمستمر لغاية شهر أكتوبر المقبل، وتمحور هذا البرنامج حول الحرف اليدوية وفنون الطهي والفنون الرقمية والزراعة والموسيقى، مع التركيز بشكل خاص على التطبيق العملي والمشاركة الفعالة، إلى جانب سعيه لدعم البنى التحتية المحلية في المناطق الوسطى والمركزية والشرقية في إمارة الشارقة وتعزيز مجتمعاتها المحلية. نُفّذت ورش العمل في أربعة مواقع: مركز المدام للفنون، ومركز الحمرية للفنون، ومركز كلباء للفنون، ومنطقة الفنون في الشارقة، وقد وصل عدد الورش التي قُدمت إلى أكثر من 70 ورشة عمل موجهة لكافة الفئات العمرية وشهدت مشاركة ما يقرب الأربعمائة مشارك.
بينما قدم البرنامج التعليمي لمؤسسة الشارقة للفنون الممتد على مدار العام 62 ورشة عمل التحق بها أكثر من ألفي مشارك من الكبار والصغار وذوي الإعاقة، وطلاب المدارس ومراكز الناشئة. صُممت هذه الورش لتشجيع الجمهور على المشاركة في المجالات الفنية المتعددة وإثراء التجارب الفنية للمجتمع المحلي. كما قدم برنامج التوعية المجتمعية 7 ورش عمل وجولات فنية شارك فيها أكثر من 400 زائر. وحرص كلا البرنامجين على أن تجسد ورش العمل والجولات الثيمات الأربع لبينالي الشارقة وتناقش أفكاره المحورية من خلال تشكيل وابتكار إنتاجات فنية نوعية.
تجدر الإشارة إلى أن البينالي هذا العام شهد توسعاً مكانياً شمل أربع مدن أخرى إضافة لإمارة الشارقة، حيث أُطلق أول مشاريع بينالي الشارقة 13 في 8 يناير 2017 في داكار (العاصمة السنغالية) مناقشاً ثيمة «الماء» تحت عنوان «يحيا استقلال المياه» بإشراف المحاور قادر عطية وذلك من خلال جلسات نقاشية أقيمت على مدار يومين. ليليه بعد عدة أشهر مشروع «بهر» (الربيع) الذي أطلق في اسطنبول في 13 مايو 2017 ليناقش ثيمة «المحاصيل»، حيث أُقيمت فعالياته في عدة مواقع من مدينة اسطنبول، وضمت معرضاً فنياً وإطلاق كتب وإصدارات، إضافة إلى عدد من عروض الأداء النوعية. وقد أُطلق هذا المشروع الذي تم تحت إشراف المحاورة زينب أوز بالتزامن مع مهرجان «هدرالاس»، وهي الاحتفالية الطبيعية وقدوم فصل الربيع في تركيا. وليقام في 10 أغسطس 2017 ثالث المشروعات في مدينة رام الله متناولاً ثيمة «الأرض» بإشراف المحاورة لارا خالدي، ومشروع بيروت الذي سيقام في 15 أكتوبر 2017 متناولاً ثيمة «الطهي» وذلك بإشراف الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية أشكال ألوان (بيروت)، قبل أن يختم البينالي فعالياته حول العالم بإطلاق «الفصل الثاني» من بينالي الشارقة 13 في مدينة بيروت في 19 أكتوبر والذي سيشمل العديد من المعارض والأنشطة والفعاليات.