أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مازلت على قناعة راسخة بأن ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان شخصية استثنائية جاءت في وقت وظرف استثنائي جعله الخيار الأميز والأمثل لمواجهة التحديات، والتحولات التي تمر بها المنطقة والعالم ضمن رؤية ملكية لهندسة البيت الداخلي، وهندسة العلاقات والتحالفات الإقليمية والدولية، وسيذكر التاريخ أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- كان راسمًا لملامح هذا الترتيب، ومشرفًا عليه ومطمئنًا له.
وعليه جاء تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد تتويجًا لتوجهاته، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- حرص على ترتيب بيت الحكم عبر إدخاله دماء جديدة، وشابة إلى دائرة القرار، والذي سيُساهم في تعزيز ديناميكية القرار السياسي، والاقتصادي السعودي ويدعم نشاط الشباب الإيجابي، وسوف يركز على استعادة دور، ومكانة المملكة الدولي والإقليمي ويضعها في مصاف الدول العظمى.
فتعيين سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وليًا للعهد جاء ضمن استراتيجية بناء التوازن السعودي الدولي، والشراكات الاقتصادية، والاستثمارية مع عواصم القرار العالمي مثل «أمريكا وروسيا، والدول الأوروبية، والصين واليابان» المؤثرة في السياسة والأمن العالمي، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتنموية مع المملكة، وضمن (الرؤية السعودية 2030م، وبرنامج التحول الاقتصادي 2020م).
وكان لسمو ولي العهد الأمين منذ أن كان وليًا لولي العهد الدور الأبرز في استكشاف معنى السعودية، وتأثيرها ونفوذها في محيطها العربي، والإسلامي والدولي باعتبارها قبلة المسلمين وفيها الحرمان الشريفان، ومتوسطة القارات، وفيها إمكانات وثروات اقتصادية هائلة، وفيها أكبر احتياطي نفطي في العالم، وفيها التحالف العربي لاستعادة الشرعية اليمنية، والتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وتجفيف منابعه.
لقد كانت شخصية سمو الأمير محمد لافتة للاهتمام والانتباه لدى العديد من رؤساء دول العالم ففي سموه روح شابة، وديناميكية مباشرة وشجاعة، وأكثر ما لفت انتباه أصحاب القرار الدولي أن شخصية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جريئة وفاعلة، ومحل ثقة العالم، ويعتمد عليها كثيرًا كما أشار الرئيس الأمريكي ترامب، والرئيس الروسي بوتين، ولقد صنفته مجلة فورن بوليسي، ضمن القادة الأكثر تأثيرًا في العالم، وقالت عنه شبكة بلومبيرغ إنه من قادة الاقتصاد العالمي، وتصدر سموه قائمة «لويدز» كأبرز الشخصيات المؤثرة في قطاع النفط، والاقتصاد العالمي.
فسمو الأمير محمد يعمل بطموح الشباب السعودي الواثق من نفسه، وبثقافة الكفاءة والمهنية العالية، والابتعاد عن البيروقراطية، ويسعى إلى فتح المجال أمام الشباب السعودي الطموح ودعم تطلعاتهم، والتحدث معهم بكل شفافية ووضوح، وذلك ليستفيد الوطن من طاقات شبابه وهو أمير الشباب الممتلئ قوةً، وحماسًا وإقدامًا، ولديه شجاعة استثنائية تدعمه، وتؤازره حكمة وحزم وعزم وصلابة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-.
وسموه مهندس الرؤية السعودية2030م، وبرنامج التحول الاقتصادي2020م والتي أطلقهما وصاغهما بكل اقتدار لوضع المملكة في مقدمة دول العالم المتقدم، وأيضًا إنجاز سموه الكثير من الاتفاقيات العالمية مع الكثير من دول العالم لملفات سياسية وتنموية، واقتصادية وأمنية ودفاعية، حيث تؤكد الرؤية الاستراتيجية لسمو ولي العهد جهوده في إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي، وإدارته للعلاقات، والسياسات الاقتصادية السعودية، إلى جانب وزارة الدفاع، حيث تهابه دول إقليمية لم تستطع مواجهته إلا بالكلام الانفعالي.
لقد ركز سمو ولي العهد جل اهتمامه منذ توليه منصبه كرئيس للمجلس الاقتصادي والتنموي على صناعة اقتصاد سعودي متين وقوي، ومفيد للوطن والمواطن، وسعى إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، ووضع خطط تهدف إلى ضمان تغطية كافية لتكاليف معيشة المواطن البسيط، والتخفيف من آثار التقشف على فئات الدخل المنخفض والمتوسط، ودعم إعانات الوقود والمياه والكهرباء، وكذلك النظر في موضوع الضرائب، وتأثيرها على المواطن.
فسمو ولي العهد الأمين حريصٌ على مواجهة العديد من التحديات الاقتصادية وفق تخطيط سليم للمستقبل يُبنى على الاستثمار في المواطن السعودي، وتوفير فرص العمل لجميع المواطنين ومكافحة الفساد والفاسدين، وتفعيل دور نزاهة في مراقبة المشروعات، والتعيينات في المناصب وتفعيل أنظمة المراقبة والشفافية، والمحاسبة حتى يكون أكثر ثقةً، وتفاؤلاً بإمكانية تحويل ما يُطرح اليوم من رؤية أصبحت حقيقية، واقعة لا محالة للمرحلة القادمة، وليس حلمًا كما يدعي بعضهم.
إنني على يقين تام، بأن سمو الأمير محمد بن سلمان هو الرجل المناسب لمنصب ولي العهد وهو رجل المهام الصعبة، والذي يمثل الشباب السعودي الطموح في حماسته، وقدرته على نقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، والاعتماد على القوة السعودية الحية، ويُدرك سموه تمام الإدراك بأن هذه المرحلة الصعبة تحتاج إلى قرارات جريئة ومحسوبة، وسيكتشف السعوديون ذات يوم أن هذا الأمير الطموح كان متقدمًا في تفكيره، وفي علمه وفي حكمته، وفي غيرته على وطنه، وأنه تحمل المسؤولية بكل شجاعة، ولم يقرع الجرس فقط بل عمل على تنفيذ أفكار واستراتيجيات لا تحتمل المزيد من التأخير لبناء السعودية العظمى بكل اقتدار.