جاسر عبدالعزيز الجاسر
في الوقت الذي تتصاعد جهود العديد من الدول في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا في محاصرة ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله من خلال المطالبة بفرض عقوبات ضد الميليشيات والأذرع الإرهابية لملالي إيران الذين يرعون العديد من الميليشيات والجماعات الإرهابية كالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وميليشيات الحوثيين في اليمن والميليشيات الطائفية في العراق التي وضعوها في تنظيم إرهابي عسكري اسموه بالحشد الشعبي، إذ تتواصل الجهود في الولايات المتحدة الأمريكية لإقرار مشروع قانون في مجلس النواب الأمريكي بدأ مناقشته أمس الخميس يحث الاتحاد الأوروبي على وضع (حزب الله اللبناني) على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو مشروع قانون قدمه النائب الديمقراطي ثيودور ديوتش، ويتضمن سرد العديد من جرائم الهجمات الإرهابية لحزب الله اللبناني ويطالب مشروع القرار بأن يصنف حزب الله اللبناني كجماعة إرهابية لكل أعماله ونشاطاته وليس حصر نشاطه العسكري الذي اعتبره الأوروبيون نشاطًا إرهابيًا فكل أعمال وممارسات الحزب اللبناني أعمال إرهابية إجرامية وهو ما نفذه من جرائم إرهابية في لبنان وسوريا والبحرين والعراق والسعودية.
الأوروبيون الذين ينظرون بجدية لمطالب الأمريكيين ويستعدون للحاق بهم واعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وتصعيد توصيفهم لحزب الله اللبناني واعتباره منظمة إرهابية وليس اقتصارًا على عمله العسكري، لأن ميليشيات حزب الله وأعضائه لا يمكن عزلهم عن بعضهم بعضًا فمن أمينه العام الملا حسن نصر الله، إلى أعضائه في مجلس النواب اللبناني لهم نشاطات وأعمال مرتبطة بما قام به الحزب من أعمال إرهابية والذي تحول إلى ميليشيا إرهابية إجرامية كما رصدها المختصون في الدول الأوروبية وأمريكا وخصوصًا في سوريا ولبنان. أما نواب البرلمان الأوروبي فهم يستعدون لعرض بيان للنقاش في جلسة مقررة للجنة المكلفة بالعلاقات مع إيران داخل المجلس الأوروبي في 5 يوليو بعد أن أصدر نحو ثلث نواب البرلمان الأوروبي بيانًا يدين ملالي إيران والنظام الحاكم في طهران للانتهاكات المستمرة والكثيرة لأوضاع حقوق الإنسان في إيران التي شملت جميع الإيرانيين ومن جميع القوميات والمذاهب الدينية.
الإجراءات الأوروبية الأمريكية وتضييق الحصار حول نظام ملالي إيران تتواصل فيما يسعى نظام الحكم في قطر الذي يقوده مجموعة الأربعة الحاكمة المكونة من الأمير الوالد والأميرة الوالدة وقرينهما حمد بن جاسم، بالإضافة إلى الأمير الحالي الذي يسير على منوال والده في الكيد وإيذاء الجيران الأشقاء.
إيران تقاطع من الأوروبيين والأمريكيين على الرغم من استجداء محاولات الوزير الظريف، وحكام قطر يقاطعون من الجيران في الخليج العربي والدول العربية على الرغم من استجداء مبعوثيهم إلى واشنطن وباريس، إلا أن كلا المنبوذين طهران والدوحة مآلهم النبذ والقطيعة ولا يفيدهم الالتقاء مع بعضهم بعضًا، فالعرب يقولون باللغة الشعبية (التم المتعوس على خايب الرجا).