من بدايات تسعينات القرن الماضي ظهرت القنوات الفضائية في عالمنا العربي مع ظهور الأحداث التي عصفت بعالمنا العربي، حيث أصبح المواطن العربي وخاصة الخليجي، يتابع الأحداث العربية والعالمية من هذه القنوات الفضائية وهو أكثر فكراً وثقافة وحساً إعلامياً.
ومن هنا، والأجدر بنا في هذه المقالة أن نتحدث عن قناة الجزيرة من الجانب الإعلامي ليعرف المشاهد الكريم ما هي هذه القناة حيث ظهرت في منتصف التسعينات 1996م بتمويل مباشر من الحكومة القطرية (150 مليون دولار) جاعلة هذه القناة هي المنبر الإعلامي الحر للمشاهد الخليجي والعربي وإنها هي صوت العرب وحاملة قضاياهم والدفاع عنها خاصة قضية فلسطين المحورية كما تدعي.
ولا يخفى على المواطن الخليجي والعربي وهو يتساءل، كيف لهذه القناة كهرم إعلامي ظهرت بتلك السرعة وقوة الانتشار؟
ونقول له بأن قناة الجزيرة القطرية هي فرع وجزء لا يتجزأ من شركة B.B.C الإذاعية الإخبارية البريطانية حيث تاريخها المضلل لقضايانا العربية في أوائل الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث إن جميع الكادر الفني الإعلامي والمذيعين في قناة الجزيرة الإخبارية هم من إذاعة البي.بي.سي البريطانية، حيث استلمت الإشراف المباشر والكامل لقناة الجزيرة القطرية ببرامجها العلمية والثقافية، بأن بدأت بإطلاق شعارها الإعلامي بأن إعلامها حر قائم على الحياد الكامل والمطلق وعلى الوظائف والمهام الإعلامية من تثقيف وتوجيه وتعليم وترشيد وبث الحدث دون التدخل في مضمونه، وهذا كلام غير صحيح ومغالط وتضليل من قبل قناة الجزيرة للمشاهد الخليجي والعربي لمخالفة برامجها اختيارها المضامين والأهداف والمفاهيم والوظائف والمهام الإعلامية، حيث لاي وجد إعلام حرب أو محايد.
إذن، لماذا قناة الجزيرة لا تحترم المشاهد الخليجي والعربي حيث تقوم بتضليله بكل حدث إخباري عربي وخاصة الحدث الخليجي حيث تقوم باستضافة شخصيات لكل حدث جاعلة هذه الشخصيات هي المنظرة للمشاهد الكريم بتحليل الحدث لأهداف تخدم توجهات قناة الجزيرة وهي شخصيات عربية من أوائل الستينات والسبعينات من معارضين وقوميين وشيوعيين واشتراكيين جاعلة منهم هم المنبر للمشاهد العربي، وخاصة في برامجها الحوارية (الرأي والرأي الآخر)، (وأكثر من رأي)، وخاصة برنامج الاتجاه المعاكس الذي أصبح مسرحية مكشوفة للمشاهد العربي الكريم، وبعد عقدين من الزمن من بث قناة الجزيرة القطرية لم نر فيها أي حياد في برامجها الإخبارية كما تدعي.
وإنما تستضيف تلك الشخصيات من أجل الإثارة وتعطيل فكر المشاهد وتضليله، ولو نظرنا مع الأسف إلى الكثير والغالب من الضيوف في قناة الجزيرة القطرية الذين يقومون بتحليل الحدث والخبر ومن تستضيف في برامجها هم شخصيات إما سياسية أو حزبية أكل عليها الدهر، وهم ضيوف مرحباً بهم بقناة الجزيرة، فهم يعبرون عن فكرهم الفاسد فقط، ولي تعبيراً عن فكر المشاهد الخليجي والعربي من منظور إعلامي صحيح حيث دائماً يغالطون ويخالفون الحقيقة وهم يتحدثون عن القضايا والأحداث في دول الخليج وعالمنا العربي وخاصة قضية فلسطين، حيث جعلوا من أنفسهم أصحاب الفكر السليم والمنظرين لها، حتى وصل الأمر في قناة الجزيرة بالتطاول على بعض الدول العربية وعلى شخصيات ورموز خليجية وعربية، وهذا لا يقبله المشاهد العربي بأي حال من الأحوال وهو قمة الإفلاس بالمنظومة الإعلامية.
ونحن هنا لا نقيِّم هذه القناة ومدى نجاحها أو فشلها خلال عقدين من الزمن كمنشئة إعلامية بقدر ما ننظر إليها أصبحت صورة للصحافة الحزبية والإذاعات الموجه من أيام الستينات الميلادية فهي تخاطب فئة محدودة وتعيش بتضليلها على أسس ومبادئ كاذبة.
قناة الجزيرة مرت بأزمات قوية وصراعات بداخلها من أجل الحصول على المناصب القيادية فيها ودائماً تنتهي بالدعم المالي اللامحدود لها. وهذا يذكرنا بإذاعة البي.بي.سي البريطانية التي تبث موجاتها الإذاعية الموجهة لأوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة خلال ربع قرن وهي تبث بـ(60) لغة من أجل أفكار وثقافة وأخبار تخدم مصالحها وقد انتهى بثها الموجه بتوقف المال المدعوم لها قبل سقوط الاتحاد السوفيتي، إذاً هناك معايير ووظائف ومهام إعلامية مهنية مفقودة عمداً بقناة الجزيرة من أجل أهداف مغيبة عن المشاهد الخليجي والعربي.
ويسأل المشاهد الخليجي والعربي قناة الجزيرة القطرية أين دولة قطر من الأحداث في المنطقة خلال عشرين عاماً، حيث عصفت بدولة قطر كثير من الأحداث الجسيمة وهي مغيبة إعلامياً من قبل قناة الجزيرة التي تدعي الحياد الإعلامي الحرب، وترد قناة الجزيرة بأن هذه الأحداث التي عصفت بدولة قطر هي أحداث داخلية لا شأن لقناة الجزيرة ببثها وإزعاج المشاهد الخليجي بها.
لذا نقول أنتي يا قناة الجزيرة القطرية ببرامجك الإخبارية والثقافية والفكرية الوحيدة بالإعلام التلفزيوني صاحبة البرامج الحوارية والأحداث الساخنة وصاحبة الإعلام المضلل غير المحايد في المنظومة الإعلامية ونقول لها كفى تضليلاً على حساب فكرنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا الخليجي والعربي.
** **
- ناصر إبراهيم الهزاع