أ.د.عثمان بن صالح العامر
الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم يناشدون إدارات جامعاتهم وعمادات كلياتهم فتح برنامج الصيفي للجميع، أو على الأقل لمن لديهم تعثر في بعض المواد، وهم إما في السنة التحضيرية التي يشترط للانخراط في برنامج البكالوريوس تجاوز المواد الأساسية فيها بنجاح، أو أنهم على أبواب التخرج أو... الأمر الذي يضطرهم للتأخر سنة كاملة عن بقية زملائهم في الدفعة. ولعل من أهم المبررات التي ساقها هؤلاء الطلاب لتعزيز مطالباتهم هذه التي استنفدوا فيها - كما يقولون - جميع القنوات الرسمية والعلاقات الشخصية والإعلامية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أقول إن من أهم هذه المبررات:
# طول الإجازة التي تتجاوز ثلاثة الأشهر ونصف الشهر.
# عدم تمكُّن الكثير منهم من السفر للخارج، أو عزوفه عن ذلك لأسباب ومبررات شخصية.
# ضعف البرامج الترفيهية الوطنية الخاصة بالشباب التي يمكن أن يملؤوا أوقات فراغهم بمتابعتها وحضور فعالياتها.
# غياب فرص التوظيف في القطاع الخاص كما هو معمول به سابقًا من استقطاب طلاب الجامعات في الشركات والمؤسسات فترة الصيف، وبمكافآت شهرية يستفيد منها المتدرب ماديًّا، ويتعرف على أداء بعض الأعمال البسيطة التي يكلَّف بها.
# ارتفاع تكاليف الدورات التدريبية التابعة للمعاهد والأكاديميات الخاصة؛ الأمر الذي يصعب على الشاب الالتحاق بها.
# فضلاً عن أن إتاحة الفرصة لهم بتسجيل مواد في فترة الصيف تخفف عنهم العبء الدراسي في الفصول القادمة، مما يتحقق معه التمكن من رفع المعدل التراكمي غالبًا.
الجامعات بدورها ترى قصر الفصل الصيفي على الخريج بشرط ألا يقل عدد الخريجين في الشعبة الواحدة عن خمسة طلاب؛ الأمر الذي جعل الصيفي منحصرًا في كليات محدودة جدًّا، ولعدد قليل من الطلاب. وللجامعة كذلك مبرراتها الأكاديمية والإدارية المالية كما هو معلوم.
لقد طلب مني عدد من الطلاب نقل رغبتهم، وبيان وجهة نظرهم، والتدليل عليها بمبرراتهم التي ذكرت طرفًا منها أعلاه؛ لعل وعسى أن مسؤولي الشؤون الأكاديمية في جامعاتنا السعودية يعيدون النظر في قرارهم القاضي بتقليص عدد المتاح لهم من طلابهم وطالباتهم التسجيل في الفصل الصيفي قبل بداية الدراسة الأسبوع بعد القادم، أو أن صاحب المعالي وزير التعليم الذي يدرك بحسه الوطني المرهف حجم الآثار السلبية الناجمة عن الفراغ الذي ينعم به الشاب في إجازته، سواء أكانت هذه الآثار غير المرغوبة واقعة في المحيط الأسري أو داخل الحي وفي حدود المدينة، وقد يشغل أجهزة الدولة ويسبب للأهالي الإزعاج، وهذا في النهاية هدر في الاقتصاد الوطني والتنمية المحلية بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومن الأمانة التي حُمّلت إياها، وإيمانًا مني بجدوى وأهمية إشغال الشباب والفتيات في الشهرين القادمين بما هو مفيد ونافع، ولما ورد من مبررات أراها مقنعة، ولإمكانية الجامعات في التغلب على المعوقات الإدارية والمالية متى تم الدعم والتعزيز و... لذا كان هذا المقال الذي هو في النهاية صوت شريحة من الطلاب والطالبات، يتطلعون إلى أن يكون ما ورد أعلاه السبيل الأمثل لوصول مطلبهم الملحّ - في نظرهم طبعًا - لمتخذ القرار، بعدها يقرر ما يعتقد أن فيه المصلحة الوطنية الآنية والمستقبلية. دمتم بسلام، وتقبلوا صادق الود والسلام.