سامى اليوسف
تُعرّف البيئة الجاذبة بأنها «البيئة التي تتوافر فيها كافة المقومات الأساسية بما يشبع حاجات ورغبات وميول المنتسبين للمنشأة وتسهم في تميزهم لتحقيق النجاح».
البيئة الجاذبة محفزة ومنتجة ومغرية للإبداع دوماً، فالإنسان عندما يألف ويأمن المكان الذي يوجد فيه، ويحبه فإنه يشعر بالاستقرار أكبر وبالانتماء له أكثر، ويصبح مؤثرًا فيه.
وعكسها تماماً، هي البيئة الطاردة، المنفرة للمتميزين والمبدعين في مجالاتهم إذ يغيب الاطمئنان أو الأمان النفسي والعاطفي والاقتصادي والحب ويحضر الخوف والقلق والاحباط، والتي تنتهي بالهروب الفردي أو الجماعي منها.
وفي كرة القدم السعودية يُعرف نادي الهلال كعنوان رئيس للبيئة الجاذبة، والمشجعة على التميز والتألق، والتي تترجم عادة بحصد الألقاب والإنجازات كثمرة طبيعية.
وتحضر في كل مناسبة، وفي كل موسم الشواهد التي تبرهن على انفراد وتميز «بيئة الهلال الجاذبة» من بين منافسيه في دوري المحترفين، ولو استعرضنا بعضاً منها لذكرنا قصصاً وتفاصيل انتقالات أسامة هوساوي والحارس عبدالله المعيوف، وبالأمس القريب إصرار السوري عمر خريبين على كسر عقده بدفع قيمة الشرط الجزائي لإدارة نادي الظفرة الإماراتي للانتقال النهائي إلى صفوف الهلال بعد فترة وجيزة لعبها بالقميص الهلالي على سبيل الاعارة عاش فيها أجواء «الزعامة» وانسجم وتناغم مع لاعبي «الزعيم»، وجمهوره على الرغم من الاغراءات المالية التي يسيل لها اللعاب من أندية محلية، الأهلي من أبرزها، والتي تفوق العرض الهلالي.
وبالأمس البعيد، نتذكر على سبيل المثال لا الحصر، نجم الكرة الكويتية بشار عبدالله، و»القناص» ياسر القحطاني، والنجم عيسى المحياني، والتواصل المستمر بكل حب من قبل المحترفين الأجانب: طارق التائب، هرماش، ويلهامسون، تفاريس، الهويدي ورادوي.
توفر «البيئة الجاذبة» أحد مقومات وركائز النجاح الرياضي وخاصة في كرة القدم، ورأس مالها أو من علامات توافرها الرئيسة توفر القيادة الناجحة والفعالة والمبادرة التي تعزز مكتسبات النادي بالتطوير المستمر والمتابعة، وتوفير أدوات النجاح من إداريين وفنيين وحسن تعامل مع جمهور وإعلام، وكذلك المحافظة على حقوق النادي أو الفريق ولاعبيه على وجه التحديد (في هذا السياق نذكر كيف أن ادارة الهلال دافعت عن حقها وحق لاعبها المُعار للرائد خالد شراحيلي خلال الموسم المنصرم من خلال الادارة القانونية الأمر الذي أجبر أحد المغردين المحسوبين على الإعلام قسرًا على الاعتذار للاعب وجمهور النادي)، والصدق في التعامل.
بالإضافة إلى القيادة، فإن توافر الرؤية الواضحة والشعبية الجماهيرية والحظوة الإعلامية والإعلانية والتأهيل الرفيع للعاملين المحيطين بالفريق كلها عوامل أو فرص تعزز لتوافر «البيئة الجاذبة» في الهلال.
لن أردد المقولة الشهيرة «دعوا عنكم التعصب وشجعوا الهلال»، ولكن أنصح ادارات الأندية وشرفييها المؤثرين بأن «يتركوا عنادهم جانباً ويتعلموا من الهلال»، والذي داوم مؤخرًا على تقديم الدروس الادارية والفنية والاجتماعية والقانونية كذلك، وأن يفتحوا نافذة التغيير والتطوير كي يحدثوا نقلة نوعية في بيئات فرقهم تأسياً بالهلال لمنع مدربيهم ولاعبيهم المحليين والأجانب من الهروب من جهة، وتحسين سمعتهم من جهة ثانية.
أخيرًا، يقع على عاتق ادارة الهلال مسؤولية العمل المستمر بالمحافظة على هذه «البيئة الجاذبة» بكل مقوماتها المحفزة والمغرية على التفوق والتميز بالتنمية المستدامة لها، وارساء قواعد التكامل مع مكوناتها حيث أعضاء الشرف والجمهور والاعلام، والتطوير لمهارة وفكر العاملين والمتعاملين مع محيط وأجواء الفريق.
فاصـلة
كل عام وأنتـم بخـير.