«الجزيرة» - سعد العجيبان:
دعا سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، أنقرة إلى اتخاذ موقف محايد في أزمة قطر، مؤكدا على أن مطالبة الدوحة بوقف دعم الإرهاب والإعلام المعادي ليس فرضاً للوصاية بل هو حفاظ على أمن الدول المقاطعة.
وقال الخريجي في حديث لصحيفة «ديلي صباح» التركية، إن قرار المقاطعة جاء بعد أن طفح الكيل من تصرفات السلطات في الدوحة، مشيرا إلى أن ما قامت به قطر واقع يجب قراءته على أنه نهج مستمر لها سارت عليه منذ سنوات، ونكثت الوعود ولم تحترم الاتفاقيات، ونحن لازلنا نؤكد أننا لا نرفض الحوار عندما يكون بناء ومفيدا.
وبين الخريجي أنه ليس المهم أن يكون الحوار مباشرا في الأزمة الحالية، بل أن تلتزم قطر بإيقاف دعمها للإرهاب والتطرف، مؤكدا أن تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب أمر لا مساومة ولا نقاش فيه.
من جهته قال وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إن تحرك مناصري وقيادات جماعة الإخوان المسلمين في عدة بلدان للدفاع عن قطر، في وقت نأى المواطنون القطريون عن التعليق، معتبراً أن ذلك دليل على أن ما يحرك الإخوان هو خوفهم على مصالحهم المرتبطة بالدعم القطري لهم، بينما يدرك القطريون أن لا مصلحة لهم في انسلاخهم عن محيطهم الخليجي.
وقال قرقاش في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»: «المتابع لأزمة الشقيق يلحظ تحرك تيار الإخوان ورفاق الطريق، الولاء ليس للأوطان بل للأحزاب ولتغيير النظم وثروة الشقيق وأوهامه طريق هؤلاء».
وأضاف «أن تحركات الأقلام والأجندات الحزبية تسعى إلى أَذى الشقيق، تسلخه عن محيطه، همها مصدر تمويلها ومشروعها، تدافع وتهاجم مدركة أنها معركتها الأخيرة».
ومضى في القول : «وابتعد عن المعركة الدائرة مواطنو الشقيق، مدركين عواقب عزلتهم عن محيطهم متعففين عن معارك الطواحين مع أشقائهم، وتعالى صوت الحزبي والأجير».
وبين قرقاش أن القرار في قطر مرتبط بالإخوان، وأضاف ومن الملاحظ سوء التقييم والتدبير عند دوائر قرار الشقيق، فهل بالإمكان أن تربح معركة الصخب والصراخ الإعلامي وتخسر أهلك ومحيطك وضمانك الحقيقي؟ «، وزاد : « والغريب، ولعله ليس بالغريب، أن اصطفاف الإخوان كما توقعناه، ضد أهلهم وأوطانهم، مجرد دمى وحناجر موظفة لمشروع حزبي هدام، موقف الإخوان في خزيه متوقع».
وفي حين أشار وزير الخارجية المصري سامح شكرى إلى أن «الكرة» باتت فى الملعب القطري، وأن على الدوحة أن تختار بين الحفاظ على الأمن القومي العربي أو الاستمرار فى تقويضه لصالح قوى خارجية، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن أولوية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أزمة قطر، تنصب على وقف الدوحة تمويلها للإرهاب.
وقالت هيلي في تصريحات لها أمس: «صحيح أن لدينا قاعدة عسكرية في قطر (العديد)، لكن الأولوية لوقف تمويل الإرهاب»، مؤكدة أن جماعة الإخوان المتشددة مصدر مشاكل لكل المنطقة.
على صعيد متصل أوضح السفير الإماراتي في روسيا عمر غباش أن الدوحة أمام خيارين، إما وقف تمويل الإرهاب أو الفراق.
وأورد غباش في حديث لصحيفة (الغارديان) البريطانية، أن العقوبات الجديدة قد تشمل طلب دول المقاطعة من شركائها التجاريين أن يقرروا إما مساندتها أو الوقوف مع قطر.
وحذر غباش الدوحة من تبعات تملصها والتفافها على المطالب، وأضاف أن طرد قطر من مجلس التعاون ليس العقوبة الوحيدة المتاحة.