د.علي القرني
لا يمكن أن نغير حقائق الجغرافيا ولا ندمغ وقائع التاريخ ولا نستطيع أن نغير جينات أجسادنا ولا يمكن أن نلغي خارطة العقل فينا، نعم أنت شقيقي في قطر الغالية، وأنتِ شقيقتي في قطر الغالية أهلنا وربعنا كنتم وستظلون، وسنظل نحن شعبا خليجيا واحداً من السعودية والإمارات للكويت للبحرين لعمان ولقطر. نعم لن تغير أوجاع السياسة وخذلانها عروق وشرايين العقل والجسد الخليجي..
نعم، مهما فعلت حكومة قطر، ومهما حاولت أن تباعد بيننا كخليجيين، ومهما حاكت وتآمرت على أشقائها وإخوتها، سيظل الشعب القطري في قلوبنا، كما كل شعوبنا في القلب والروح. سيظل الشعب القطري في قلوبنا يعيش بيننا رغم أنه بعيد عنا، رغم جهود القيادة في قطر أن تباعد الشعب القطري عنا، عن إخوته وأخواته في مختلف منطقة خليجنا العربي.
أنا واثق تماماً أننا كما نحن مصدومين في السعودية والإمارت والبحرين والكويت وعمان، فإن القطريين أنفسهم مصدومون بما سمعوا عن حكومتهم من أفعال تشين لها روح الأخلاق والعروبة، وتنتفض لها روح البداوة التي تعلمنا عليه، فلم نتعلم الغدر، ولم نتعلم الخداع، ولم نتعلم أن نضع أيادينا في أيادي أعداء من أجل أن نخذل أصدقاءنا. لقد استباحت الحكومة القطرية للأسف كل مواثيق الأخوة والعروبة والجيرة والدم وانتهكت كل معاهدات القانون والأعراف الدولية وزرعت نفسها للشيطان تربة خصبة ينمو فيها الشيطان ويمتد إلى غصون الخذلان والتجني والنكران.
إخوتنا وأخواتنا في قطر، ما ردة فعلكم لو علمتم أن المملكة أو دولة خليجية قد حاكت مؤامرة لقتل أميركم في قطر، لا قدر الله، كيف تتصرفون مع حكومة تلك الدولة؟ إن هذا هو ما حدث فقد تآمرت حكومة قطر لاغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتآمر مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.. وبكل طيبة ورغبة في تجاوز أزمات سياسية، فقد عفا وصفح الملك عبدالله، ولكن كيف ننظر نحن إلى قطر إذا هي لا تزال إلى اليوم وفي أفخم فنادقها تحتضن الشخص الليبي الذي أراد اغتيال الملك عبدالله؟
إخوتي أخواتي في قطر.. كيف تنظرون إلى حكومتكم وأنتم تستمعون إلى تسجيلات أحد مستشاري الأمير لديكم وهو يتخابر مع أحد مزعزعي الاستقرار في دولة شقيقة كالبحرين وفي نبرته التحريض ودعم انتفاضة الخارج الإيراني على أمن واستقرار المنطقة الخليجية؟ وكيف أن هذا الشخص وعد بدعم قناة الجزيرة لهذه الانتفاضة؟
وكيف لكم إخوتي وأخواتي في قطر أن تنظرووا إلى حكومتكم وهي تستضيف كل معارضي الحكومات العربية وتقدم لهم الدعم المادي الكبير والدعم الإعلامي لقضايا المعارضة التي ينادون بها، وحكومتكم تعلم وتحرص على أن تقوض الاستقرار والأمن في مصر والإمارات والسعودية والبحرين واليمن والعراق وسوريا وغيرها من الدول؟
كيف لكم إخوتي وأخواتي في قطر أن تنظروا إلى قياداتكم الحكومية وهي تنادي في اجتماعات رسمية مع حكومات دول أخرى وتنادي بل تبشر أن حكومة أكبر دولة في منطقة الخليج ستسقط خلال سنوات؟ وهذه القيادة والحكومة هي راعية الحرمين وقبلة المسلمين؟ نعم كيف تنظرون إلى حكومتكم وخاصة في عدد من قيادات الدولة لديكم وهم يواصلون حملاتهم في دعم الإرهاب في المنطقة وتأجيج الصراعات من أجل إثبات أننا هنا، وأننا نلعب بأوراق المنطقة، ونملك أدوات التخريب..؟
وأعيد ما سبق أن قلته إن أشقاءنا وشقيقاتنا في قطر سيظلون إخوتنا وامتداد عروقنا وعلاقتنا معهم كأفراد وعائلات سيستمر مهما خذلتهم وخذلتنا حكومتهم، لأن الخيار الوحيد الذي ترونه ونراه هو عودة قطر إلى الأسرة الخليجية، ولكن سلوكيات وممارسات الحكومة الحالية يجب أن يتوقف للأبد، ويجب أن تعود إلى رشدها، ولا يجب أن تكون مثل هذه الحكومة صدى لمحبطي مراكز دراسات يرسمون لها مستقبلها ويخططون لها وهي تنفذ فقط، وتدعم الجماعات الإرهابية هنا وهناك، وتستقبل عناصر المعارضات من كل دولة. نعم إخوتي وأخواتي، صوتكم هو الذي سيغير إلى الأفضل، وصوتكم هو الذي سيبني قطر الخليجية العربية الإسلامية.