الوظيفة أيا كانت حكومية أو أهلية ومهما كان راتبها نعمة ومنة من الله على كل فرد منا من الجنسين وأمانة عظيمة يجب أن يقوم بها من أنيطت به حق القيام مدركا أن ذلك واجب عليه وأنها مصدر رزقه وقوته الذي ينتظره مع نهاية كل شهر حتى يطمئن قلبه ويحس بالراحة لأنه اجتهد وحاول أن يؤدي ما عليه بكل صدق وأمانة وحينها يكون ما يأخذه مقابل عمله حلالا لا يشوبه شك ولا يدخله حرام، ومن هذا المنبر المبارك وعبر بوابة الجزيرة هذه كلمات من القلب أبعثها لكل موظف لعل الله أن يجعل لها مكانة في قلوب الجميع وتجد محلها بين القلوب وهي من محب لأحبابه فأقول مستعينا بالله: هنيئا لكل من وجد مصدر عيشه ووظيفة تغنيه عن منة الخلق، وهذه نعمة يجب شكر المولى عليها ومن ثم شكر من كان سببا في حصوله عليها، ولا يكفي هذا بل يجب على كل موظف أن يؤديها على أكمل وجه وأتم حال وأن يخلص في عمله ويسعى جاهدا لخدمة المراجعين ومقابلتهم ببشاشة وجه ولين جانب وابتسامة مستجيبا للحبيب عليه الصلاة والسلام: ((وتبسمك في وجه أخيك صدقة)) ويحرص بكل ما أوتي من قوة أن يحافظ على أوقات الدوام ولا يخرج إلا للضرورة القصوى، والمهم في ذلك ألا يعطل معاملات المراجعين ممن ينتظرون انتهائها مدركين أن من المراجعين من يتكبد عناء السفر ليتابع معاملته ومصيبة عندما يتعب ثم يأتي ولا يجد الموظف قد أنهى معاملته، وهناك من ينتظر مبالغ مالية تسد حاجته وتغنيه عبر معاملة عند أحد الموظفين ثم تجد هذا الموظف لا يأبه بذلك ولا يهتم بإنهائها ويسوف ويأخذ في إنجازها الوقت الطويل متناسيا أن ذلك فيه بخس لحق الآخرين وتعطيل لمصالحهم وأن هذا لا يجوز وسوف يحاسب عنه يوم القيامة، وليعلم أن صاحب الشأن ومن هو فوقه لا يرضى بذلك، ومتى ما أدرك كل موظف أن الوظيفة أمانة واستشعر ذلك وأدى ما عليه بإذن الله تبرأ ذمته ويعيش قرير العين مرتاح القلب، ويلقى من الرزاق العليم التوفيق وسعة الرزق والنجاح والفلاح في الدنيا ويوم المعاد، والله أسأل أن يعيننا على تحمل الأمانة والإخلاص في القول والعمل، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.