د.عبدالعزيز الجار الله
اعتقدت الحكومية القطرية أنها نجحت في إخافة دول الخليج والدول العربية بسياستها الإعلامية عبر محطة الجزيرة، وعاشت على هذا النهج إخافة من حولها من الجوار وتهديد الدول البعيدة التي لا ترتبط معها بحدود، واستمرت بأسلوب الضغط والابتزاز لأكثر من (20) سنة من عام 1996م وقت تأسيس محطة الجزيرة، وهي أي قطر تعيد اليوم تجربة الإعلام بقوتين الأمن والسياسة عندما طلبت من إيران وتركيا بإنشاء قواعد أو قوة عسكرية على الأراضي القطرية، إضافة للقاعدة الأمريكية في العديد، وبالمناسبة هذه القوى على الأراضي القطرية (أمريكا وتركيا وإيران) تواجه بعضها على الأراضي السورية وقريبًا سيكون هناك تماس وتصادم عسكري، لأن القوات في سورية بدأت تقترب من بعضها، وقيام دولة كردية قرب الحدود التركية سيحرك إيران وتركيا.
دول الخليج التزمت الصمت ولم تحرك ساكنًا في البدايات الأولى لإنشاء محطة الجزيرة، لم تتحرك دول الخليج إعلاميًا لمحطة كانت خططها واضحة، وتحت غطاء الحرية والليبرالية والتحرر والديمقراطية نفذت أجندتها التي نجني كوارثها الآن، وقطر اليوم تلعب لعبة إخافة جديدة والانتقال إلى مرحلة القواعد العسكرية على مساحة شبه جزيرة مساحتها (11) ألف كم مربع، ولا يستبعد أن تؤجر قطر معظم مساحتها على الدول لإقامة قواعد عسكرية ومعسكرات.
لابد أن تستمر دول الخليج والعربية بالضغط والحزم على الحكومة القطرية التي تعيش بهاجس (أن الدول الصغيرة هي من يطيح بالدول الكبيرة) وأيضًا أن نجاحها في تجربة محطة الجزيرة سيشجع على السماح باستضافة القواعد للقوى الإقليمية والعالمية وهذا انتهاك للسيادة القطرية وسيادة الخليج، لذا لابد من المقاطعة والتشدد بها واستمرارها، والتوسع في تنفيذها فالتراخي سيجر المنطقة إلى الويلات، وهذه أنسب الأوقات لفتح الملف الإعلامي بالدرجة الأولى الذي ترى فيه قطر انتصارها وذراعها الذي تتطاول به على الجوار، وهي الآلية والأدوات التي تخيف بها الدول العربية.
لذا لابد من كسر شوكة الإعلام القطري الجزيرة وغيرها التي تحولت إلى وسيلة لمهاجمتنا والتقليل من شأننا وتجهيلنا وتعنيفنا، والممارسة معنا كشعوب إرهاب مبطن يقوم على توتر الشارع الخليجي، ووضعه في مخاوف وإغراقه بالسلبية وجعله دونيًا وقزمًا أمام العالم ومجتمعًا غارقًا بالتشويه والمشكلات النفسية والمجتمعية، الإعلام القطري كان يستهدف المجتمع الخليجي بالدرجة الأولي بعناوين سياسية يعدها وينفذها صناع الإعلام ممن أعمى قلوبهم وبصيرتهم الحقد المتوارث على منطقة الخليج العربي.