سعد بن عبدالقادر القويعي
لم يكن بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه «يوسف القرضاوي»، والمدرج على لوائح الإرهاب، بأن: «خوارج هذا الزمن متهمون بتدمير مدن السنّة، وإجهاض الثورات العربية، وتفجير الحرم المكي، ومناطق أخرى قريبة»، سوى إعادة لممارسة خداع الأمتين -العربية والإسلامية-، وإرجاعنا إلى عصر الفتن، والخلافات الداخلية من خلال مساهمته -مرة أخرى- ببيانه الأخير المضلل، بعد أن قدّم مفتي الثورات العربية يوسف القرضاوي فتاوى يومية، شاملة بسطحيته الطاعنة في المصداقية، والتي جعلته على الطرف النقيض؛ ليرسم من خلالها مستقبل وخطط الثورات العربية، والتي ستكون على أساس خرائط معدة سابقاً، ووفق وقائع ديموغرافية، تعتمد على عوامل الدين، والقومية، والمذهبية، وهو ما يؤكده - المستشرق الأمريكي البريطاني الأصل - «بيرنارد لويس».
كانت الأمور محبوكة، ومخططاً لها من قبل دوائر سرية غربية؛ سعياً لإنجاح الثورات العربية، إذ يتحدث تقرير ردع مخطط الماسونية عن اعتراف وسائل الإعلام الغربية المتأخر، بالدور الغربي لدعم الثورات العربية، إلا أن ذلك لم يحل دون إبراز الدور الأمريكي وراء تلك الاحتجاجات التي تعرضت لها الدول العربية، فها هي صحيفة «نيويورك تايمز» تقر في شهر إبريل 2011، بأن واشنطن ساعدت على رعاية الثورات العربية، وذلك من خلال تدريب، وتمويل عدد من الجماعات، والأفراد الضالعين مباشرة في الثورات، والاحتجاجات الإصلاحية التي تجتاح المنطقة، على يد خبراء من المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني، وفريدوم هاوس، وهي منظمات غير ربحية لحقوق الإنسان، مقرها في واشنطن، وتم إنشاؤها من قبل الكونغرس، وتمولها الحكومة الأمريكية.. كما كشف الخبراء عن أن الثورات العربية كانت جزءاً من حملة جيوسياسية ضخمة ولدت في الغرب، ونفذت من خلال وكلائها بمساعدة المؤسسات المخادعة، والمنظمات غير الحكومية.
لم نجن من الثورات العربية إلا أن اختلفنا، ثم انقسمنا إلى شيع، وأحزاب؛ لنتقاتل بعد ذلك، ونتناحر فيما بيننا. وفي ذات المناسبة - عمل فريق القرضاوي على توظيف الإرهاب الاستخباراتي العالمي، والذي جاء إلى المنطقة العربية، واستغلاله؛ لتنشئة فكر تكفيري جهادي في مدرسة الفوضى الخلاقة، والتهديد بتقسيم الدول العربية على غرار مخطط «سايكس بيكو» الجديد، وابتلاعها بشكل كامل في خارطة الشرق الأوسط الجديد.
باستقرائنا هذا نحاول أن نستقرئ مستقبل المنطقة، -خصوصاً- ونحن نشهد تساقط مفاتيح نهاية اللعبة الأمريكية في الشرق الأوسط، -إضافة- إلى فشل خطة «تيودور هرتزل» بالسيطرة على العالم، وتحقيق حلم اليهود بإقامة دولة لهم في منطقة الشرق الأوسط، بعد إعادة هيكلة دول الشرق الأوسط -مرة أخرى-، ضمن مشروع عالمي يسمى «الشرق الأوسط الجديد»؛ ولأن حرباً طويلة الأمد في الشرق الأوسط -كفانا الله شرها-، فهل سيعترف مفتي الثورات العربية «يوسف القرضاوي» بخديعة مخططات التقسيم، والتي تبناها، وروَّج لها اليمين الإسرائيلي، واليمين الأمريكي على حساب مشروع الوطن العربي الكبير؟، -لا سيما- بعد أن أثبت عجزه المتهالك عن التحليل المنطقي للمستقبل؛ بناءً على أوهام يتخيلها، وأساطير يتداولها، وليس على أساس معرفي علمي.