جاسر عبدالعزيز الجاسر
الذين يعرفون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليس عن قرب فقط، بل بمتابعة تاريخية كرجل دولة، وكواحد أساسي من كبار رجال الأسرة، يعرفون أن الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض، كان (معلما) وموجه الأمراء كافة، كان معتادًا من أبناء الأسرة المواظبة على حضور مجلس (الأمير سلمان بن عبدالعزيز) آنذاك والاستماع إلى (دروسه) ونصائحه التي كانت تصقل الأمراء الشباب وتهيئهم إلى تحمل مسؤولية الإدارة والحكم والمهام التي تنتظرهم. كانت عين الأمير سلمان بن عبدالعزيز إبان إمارته لمنطقة الرياض لا تغفل عن متابعة ومراقبة أبناء الأسرة جميعًا، كبيرهم وصغيرهم وكان بالإضافة إلى دوره كأحد أركان القيادة السعودية منذ أيام الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- وهو الدور الذي استمر مع حكم أشقائه خالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- كان دوره الذي يعرفه جميع أبناء الأسرة والمواطنون، هو تعليم وتهيئة الأمراء الشباب لتحمل مسؤولياتهم وحمل أمانة الحكم الرشيد الذي أرساه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز يراقب ويفحص ويتابع كل أبناء الأسرة، ويعرف خصائص وميزات وإيجابيات كل أمير، ربما أكثر من أبنائه، فهو الأب الروحي للجميع يعرفون ويثقون بحكمته وحكمه العادل والصحيح على كل واحد منهم.
والملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان (مفكرًا) ومتابعًا لكل ما يجري ليس فقط في المملكة العربية السعودية، بل وفي كل دول الخليج العربي والجزيرة العربية والدول العربية كان يقرأ ويستفسر عن كل ما يكتب عمّا يجري في تلك الدول ويتقصى وفي أحيان كثيرة شخصيًا من المصدر نفسه، ويطلب الحديث هاتفيًا وشخصيًا مع المفكرين والصحفيين وأعيان وشيوخ القبائل، ولهذا فهو يعد بحق أفضل من يعرف أنساب القبائل ليس في السعودية، بل في الجزيرة العربية ودول الخليج العربي، ومن شيوخ القبائل إلى أمراء الدول ومفكريها وصحفييها، ومثل هذا الملك المفكر لا بد أن يكون ملمًا بكل ما يدور ويخص أبناء الأسرة، ولهذا كان دقيقًا وموفقًا جدًا في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ليس فقط في أبناء الأسرة من الأمراء الشباب الذين كونوا كوكبة رائعة من شباب الوطن ولا بد أن يحدثوا دفعًا وتغيرًا إيجابيًا في العمل العام، فهم من مدرسة سلمان، بل أيضًا امتدت خياراته إلى شباب الوطن الذين يتبؤون مناصب وزارية ومسؤوليات كبيرة، إِذ تعد الحكومة السعودية واحدة من الحكومات القليلة في المنطقة والعالم العربي والإسلامي الشابة، وتضم شبانًا منهم من يعد أصغر وزير، يدير وزارة من أهم وزارات البلاد ويتوج كل ذلك باختيار ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وهو الذي لا يتعدى عمره اثنين وثلاثين ربيعًا.
كل هذا تأكيد على حسن الفراسة وجدوى دروس ومتابعة وقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمدرسة الأسرة مدرسة سلمان بن عبدالعزيز.