ناصر بن فريوان الشراري
منذ أن انقلب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده في 27 يونيو 1995م وطلبه من الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء قاعدتين عسكريتين هما العديد والسيلية في تبييت واضح للنية في الاستقواء بهاتين القاعدتين على جيرانه الخليجيين، ومن ثم قام بإنشاء قناة الجزيرة بإدارة عدد من المرتزقة من إعلاميي الوطن العربي الذين لفظتهم أوطانهم وأصبحوا مطلوبين للعدالة في كثير من البلدان ليجتمعوا في كنف الشيخ حمد، وليطلق اسم «الجزيرة» على هذه القناة لحاجة في نفس يعقوب، ولهدف خبيث يعرفه هو ومن تآمر معه، لتبدأ هذه القناة بمعاداة السعودية، فما إن انطلقت حتى وجهت سهام حقدها وغِلِها لموطن بلاد الحرمين الشريفين طيلة سنوات مضت تهدأ تارة وتَنْسَعِرُ تارة أخرى، وهنا قامت قطر باحتضان قيادات الإخوان وحماس لتلعب بخيوط الإرهاب لعبتها الخبيثة ومن تحت الطاولة تتآمر والرئيس الأمريكي الأسبق أوباما، فقد دعمت قطر عبر قناة الجزيرة وبالمال مشروع الشرق الأوسط الكبير ونظرية كونداليزا رايس «الفوضى الخلاقة» للإطاحة بالأنظمة العربية وعلى رأسها وأهمها جناح الأمة العربية الآخر مع السعودية نظام الرئيس محمد حسني مبارك، حيث قامت قناة الجزيرة بدعم الإطاحة به وكسر هذا الجناح المهم في جسم الأمة العربية، فبعد سقوطه سقطت أربعة عواصم عربية في يد إيران المجوسية بمساعدة ودعم من أمريكا أوباما، وجميعنا يذكر عندما أشار أوباما بإصبعه قائلاً سوف يجتاح الربيع العربي كل البلاد العربية بما فيهم السعودية، ما أثار غضب وزير الخارجية السعودي آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - عندما قال الإصبع التي ستمد للسعودية بسوء سوف تقطع.كانت مؤامرة مدبرة ضد الأمة العربية وبخاصة قلب العالم العربي والإسلامي المملكة العربية السعودية من قبل أمريكا أوباما وإيران والصهاينة وقطر بآلتها الإعلامية وبأموالها الموظفة لأجل تفكيك الدول المحيطة بالمملكة وكذلك جناح الأمة مصر العروبة..!
وبعد مجيء الرئيس ترامب للسلطة واكتشافه خيوط اللعبة التي كانت تقوم بها إدارة أوباما من التساهل مع الإرهابيين وتيسير الأمور لهم، وبعد عقد قمم الرياض الثلاث التي جمعت أكثر من 50 زعيم دولة عربية وإسلامية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والاتفاق التاريخي على مكافحة الإرهاب وإنشاء مركز «اعتدال» لمكافحة الإرهاب ومقره الرياض، ودعوة جميع الدول المشاركة للعمل بمضمون هذا الاتفاق، رفضت قطر العمل بمقتضاه لأن ذلك يتعارض ومشروعها الداعم للجماعات الإرهابية التي تحتضنها بالدوحة، واستمرارها لأن تسير على نهجها السابق خلال فترة حكم أوباما من دعم للإرهاب في الدول العربية، وتقسيم البلاد العربية وتفتيتها من خلال آلتها الإعلامية، وأموالها الطائلة ومخططاتها في إقامة جماعات تحكم تلك البلاد العربية لتستعملهم في مخططها الجهنمي الكبير عند ساعة الصفر للغدر بدول الخليج العربي بعمل القلاقل والثورات لتجعلها ساحة حرب جديدة على خارطة الوطن العربي، وهي تقوم بكل ذلك تؤمن بأن القواعد الأمريكية الموجودة على أرضها ستحميها حال قام جيرانها الخليجيون بالدفاع عن أنفسهم تجاه ما تقوم به من تثوير وتأجيج للصراع بالأمة العربية التي منها دول الخليج العربي، فما كان من السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلا أن قطعت العلاقات ومنعت استعمال أجوائها وأراضيها ومياهها لهذه الجارة التي تضمر لهم الشر والنار والشنار، فاستنجد حكام قطر بالمجوس والعثمانيين للاستقواء بهم على دول الخليج، ولكن هيهات لقطر أن تكون خارج المنظومة الخليجية حتى ولو كانت هذه رغبة تميم ووالده وحمد بن جاسم.