حمد بن عبدالله القاضي
هذا الوطن موعود بالاستقرار والأمن واستمرار منظومة النماء بعون الله.
القيادة والمواطن ينطلقون من مبدأ "أن الاستقرار" هو سر هذه المنظومة التنموية التي تنمو وتتصاعد منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى عهد ابنه الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
انتقال بسياق سعودي متميز
أبناء الوطن قادة ومواطنين يعملون وفق هذه القناعة، وينجزون وفق هذا الثابت الراسخ.
وأقرب مثل لهذه القناعة انتقال ولاية العهد من أمير أعطى إلى أمير أعطى وسيعطي؛ إذ جاء الانتقال بهدوء وانسيابية وبسياق يصح أن نطلق عليه "السياق السعودي المتميز".
إن الأسرة الحاكمة وأبناء الوطن كلهم ينظرون إلى مصلحة الوطن بأنها الأهم والأغلى دون النظر لمنصب يعتلونه أو مطمح شخصي يتطلعون إليه.
لقد رأينا وشاهدت الدنيا كلها ذلك المشهد المقتضب وسمو الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق يعانق أخاه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الجديد، ويسلم عليه، ويدعو له.
الأميران.. الوطن هو الأغلى
الأميران المحمدان إيمان راسخ بثوابت الدين والوطن؛ فكلاهما أولاً يسير وينطلق من النص القرآني {... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ...} ، ثم ثانيًا من سجايا وأخلاقيات أبناء هذا الوطن حكامًا ومحكومين والقناعة الراسخة أن "استقرار الوطن" هو الأعلى والأغلى؛ ففي ظله يعيش الناس بارتياح، ويستمر سموق الوطن نحو أعلى مراتب النماء والاستقرار.
وقفة حول منجزات الأميرين
أتوقف قليلاً عند بعض أبرز منجزات الرجلين الأنموذجين السلف والخلف حول بعض ما قدماه للوطن.
الأمير محمد بن نايف والإنجازات الباقية
لقد أعطى وأنجز وبذل بإخلاص منذ عمل بوزارة الداخلية، ثم تولى منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، فكان عضدًا وسندًا لوالده الأمير نايف رجل الأمن الأول عليه رحمة الله.. كان مخلصًا ومعطيًا حتى أضحى وزيرًا للداخلية، ثم حظي بثقة الملك سلمان بتوليه ولاية العهد. ومن العسير تعداد ما أنجزه الأمير محمد بن نايف.
كان همه أمن الوطن واستقراره.. وتفانى وسهر -حفظه الله- بتحقيق هذه الرسالة بتوجيه ودعم الملكين عبدالله -رحمه الله- وسلمان -حفظه الله-. وقد وضع بصمات بارزة بوزارة الداخلية بدعم والده الأمير نايف وعمه الأمير أحمد إداريًّا وتنظيميًّا ومنجزًا ستبقى بتاريخه، وسيحفظ له هذا الوطن قادة وأبناء الوفاء والدعاء.
إنني أشعر أنه ودع المنصب وهو مرتاح الضمير أمام ربه ثم أمام مليكه وأمام أبناء الوطن، وأقول لسموه أخيرًا ما قاله الشاعر العراقي الكبير "الجواهري" لمسؤول ودع عمله بعد أن أنجز وأعطى:
أرح ركابك من همٍّ ومن سهر
كفاك جيلان محمولا على النصب
الأمير محمد بن سلمان بين مستقبل الوطن والحفاظ على الاستقرار
وأختتم مقالي بالحديث عن الخلف الأمير محمد بن سلمان ولي عهد هذا الوطن.
هذا الأمير المثمر وهبه الله قدرة على القيادة وجلدًا عجيبًا على العمل وتفاني بالإنجاز وإحاطة بشؤون الوطن داخليًّا وخارجيًّا. وكم سمعت ممن يعملون مع سموه الكثير وهم منبهرون بقدرات سموه وتحمله التعب.
لقد وظف -حفظه الله- شبابه ووقته لوطنه حقًّا، وقد استطاع أن يمتلك تقدير المواطن بالداخل، ويلفت نظر المراقب بالخارج لما قدم -خلال سنوات قصيرة- من نجاحات مدوية.
أثمر الأمير محمد بن سلمان منجزات كبيرة بكل المقاييس، وبتوجيه وسداد رأي خادم الحرمين الملك سلمان، ثم باختيار كفاءات وطنية مخلصة منجزة، سواء من المسؤولين والعاملين مع سموه بالديوان الملكي أو الوزراء الذين اختارهم ورشحهم لخادم الحرمين.
وطن لا يرتهن لبئر البترول
وأضرب مثلاً ببعض منجزات عشناها ونعيشها، وأكتفي بمنجزين فقط على مستوى الداخل: رؤية 2030 وبرنامجها الوطني وبرامجها القادمة.. لقد كانت نظرته باستشراف المستقبل بعيدة وعميقة جدًّا، ولم يرَ سمو ولي العهد الجديد أن يرتهن الوطن حاضراً ومستقبلاً وأجيالاً "لبئر البترول" الذي قد ينضب يومًا، كما أنه من جانب آخر يخضع لتقلبات الأسعار فجاءت "الرؤية" التي تهدف لتنوع مصادر الوطن.. وقد بدأنا نلمس ونرى آثار وإيجابيات هذه الرؤية بزيادة مصادر الدخل الأخرى؛ إذ بدأ يتوافر دخل إضافي بعد تطبيق النزاهة ومكافحة الفساد دون تفريق بين مسؤول كبير أو صغير. كما تم إلغاء أي مشروع يتطلب مبالغ كبيرة، وليس ضروريًّا بالوقت الراهن، أو على الأقل ليس له أولوية، وغير ذلك من مفردات وبنود برنامج التحول الوطني الذي هو أحد أهم عناوين برامج الرؤية.
سعي نحو ترسيخ استقرار الوطن
على مستوى استقرار الوطن لم يشغل سمو الأمير محمد بن سلمان إنماء الداخل عن مسؤوليات الخارج؛ فوجّه كثيرًا من فكره ورؤاه وعطائه لحفظ استقرار المملكة؛ فكان المنفذ المقتدر لاستراتيجية حفظ حدود الوطن من الناحية الجنوبية؛ فكان خيار الاضطرار لمساعدة شعب اليمن الشقيق على الاستقرار، وإعادة شرعية حكومته؛ لأن في ذلك تحقيق الأمن لليمن وللمملكة، وها نحن نرى الانتصارات باليمن تتوالى من الجيش اليمني وبمساندة ودعم دول التحالف بقيادة المملكة للقضاء على طغمة الحوثيين والرئيس المخلوع؛ ليعود اليمن مستقرًّا، وتعود حدودنا الجنوبية آمنة؛ ليتفرغ الجميع لبناء أوطانهم.
أبناء الأسرة وأبناء الوطن هدف واحد
لنطمئن نحن أبناء هذا الوطن أن أمن هذا الوطن مستقر وباقٍ، وأن تنميته منطلقة نحو المزيد من آفاق العطاء؛ لتنضم المملكة إلى ركب العالم الأول بحول الله.
وبعد:
ظل وسيبقى أفراد الأسرة السعودية الحاكمة ومعهم المواطنون ساعين لتنمية الوطن، ومدركين لهذا الهدف العظيم؛ فالجميع يعملون وينجزون؛ ليظل الوطن شامخًا: أمنًا ونماءً.