سام الغُباري
الجزيرة عادت لنقل «صرخة» الحوثيين ومسيراتهم كما فعلت في الحروب الست «2004 - 2010م»، ورويدًا رويدًا سيتحدث قادة التجمع اليمني للإصلاح وعناصرهم عن الرئيس «هادي» بعين ملؤها الشك والاستهتار حين الحديث عن «حربه العبثية» مع الحوثيين كما يزعمون!، وتوجيه اتهاماتهم له بـ»اللجوء» إلى الخارج لمحاربة «فصيل» يمني يتمتع بالحقوق والحريات!
- فعلوا ذلك مع «صالح» الذي ظللهم وظللوه بغمائم البركة والنفوذ طيلة 33 عامًا، ثم قتلوه حرقًا!، غير أنه نجا وخرج مدمنًا رائحة البارود، فسدد قبضته وأطلق بركانه الذي تطاير حممًا على كل من اعترض مسيره ومسيرته الهائجة، جلب إليهم أعداءهم التقليديين من جبال «صعدة» طمعًا في حرب لا تلوث يديه، أراد النصر بفم ملوث من «الشمّة»، برائحة كريهة كان يعرف مكان دفنها، استعاد لعنة فرعون ونفخ الروح في بقايا براز وبول وقيء قميء، فتشكل «الزومبي» على هيئة مسوخ متعددة، فكان «عبدالملك الحوثي» وشياطينه الغواة، جحافل من «تتار» الجهل، ومجرمون لا كبير بينهم، وزّع عليهم الأسلحة وأخرجهم من المزرعة التي ما تزال تنتج مثل هذه الكائنات البغيضة إلى يومنا هذا!
- الرئيس «هادي» بالنسبة إلى الإصلاح لا شيء مقارنة بصديقهم «صالح»، إنهم يشعرون بالتورط معه!، يقولون ذلك من تركيا والدوحة وصنعاء، ولولا الدعم المالي الذي تقدمه السعودية لقياداتهم المنفية لكبّروا بجهاد النفس على المملكة ومنعوا الحقيقة من النفاذ إلى بصيرة القلوب المفزوعة، فما الذي يقولونه من «قطر»؟!
- قدّم المذيع السعودي «علي الظفيري» استقالته من «الجزيرة» قال: إنها طاعة لله ولولي أمره الملك، بينما يرفض «سعيد ثابت سعيد» و»أحمد الشلفي» اطاعة الرئيس هادي أو الاستاذ اليدومي الذي ينتميان عضويًا إلى حزبه، هناك فرق في الطاعات والبلدان والمشاعر الوطنية، فروق جوهرية بين من يبارك إعادة «الجزيرة» لتقارير مصورة عن مسيرات الحوثيين بيوم القدس العالمي، ومذيع نزيه فضّل بلاده على قناته، وحبا ملكه بطاعة لا يوجبها لأمير قطر المتهم عربيًا بتمويل الإرهاب!، منذ عامين كانت «الجزيرة» تصف الحوثيين بالمتمردين ثم تحولوا فجأة إلى مقاومين مشهود لها بـ»الانتصار» لقضية العرب الأولى «القدس»!، كيف سنصدق «أحمد الشلفي» بعد التئام الجراح الخليجية وهو يدعونا في تقرير جديد ومتلفز ناصحًا إلى الوثوب على الحوثيين كجماعة أدركت سوءها وفحشها وفسادها وإجرامها العنيف؟!
- الإصلاحيون يعرفون مصلحتهم جيدًا مع المال شأوهم شأو كبرائهم وساداتهم من فصائل متعددة للتيارات الإسلاموية التي تقوم على الاقتصاد وتخدم عناصرها بوضع مريح سياسيًا وماليًا، قطع التمويل النقدي لأي جماعة دينية يهدد اقتصاد وحياة مئات الآلاف من عناصرها ويدفعهم تحت أي مبرر للقتال الميداني والإلكتروني، واستخدام الدعاية على كل خصومهم، بما في ذلك الشائعات والحرب النفسية وإدارة الإخضاع بالقهر والتعذيب.
- تُكشر «الجزيرة» عن أنيابها ويتحول كل سياح «قطر» إلى خبراء في السياسة ومحللين للعلاقات الاقتصادية والفنية والعسكرية نيلا من الدول الأربع التي حاولت إثناء «الدوحة» عن جريمتها العلنية وعلاقتها المطردة مع الإرهاب، بما في ذلك تمويل «داعش» عبر إدارة ملفات الخطف وتحرير السجناء بأموال ضخمة أثارت قلق المؤسسات البريطانية في العام الماضي.
- يتشظى التجمع اليمني للإصلاح لأول مرة في تاريخه بين مؤيد لـ»الدوحة» وصامت ماكر في «الرياض» وزاعق في «تركيا» وراضخ في «صنعاء» ومبهوت في «عدن»، وعلى مستوى القناعات لا تجد قيادات إصلاحية عميقة حرجًا من البوح بتورطها في أسرار «الربيع العربي» وتأثيره الكارثي على الدول العربية واستقرار المنطقة ومستقبل الحزب في نزاع عقدي - براغماتي مع القادة الجُدد الذين يتحكمون بعناصر إلكترونية آلية تقوم على التسفيه والتدمير وإثارة الشكوك والنزاعات وتسريب الأخبار المضللة، فلا يتركون شاردة أو واردة ألمحت إلى «السعودية» في الفضاء إلا نشروها وعمّموها ووزعوها بسوء نية دعمًا لـ»قطر» في مواجهة ما يسمونه «الحصار الجائر»، ومع ازدياد ضغط الدول الأربع على «الدوحة» يكاد الإصلاحيون أن ينجرفوا في معانقة «الحوثي» بشهية عاشق قديم، فقط لو أن الأخير يفتح لهم ذراعيه، لأغلق الإصلاح باب خيمتهما صائحًا «هيت لك».. إنه العشق يا سادة .. يفعل بالجماعات والأفراد ما يفعله من سوءات...
عيد سعيد لكل العاشقين.