سمر المقرن
تستغل هذه الأيام قناة الجزيرة القطرية كل علاقاتها الإعلامية في الغرب لتهويل مسألة مطالبة الدول الخليجية المتضررة من الإرهاب بإقفالها. ولم يكن فتح قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية إلا تحسبًا لمثل هذا القرار الذي استشعرته قناة الجزيرة الأم؛ فبدأت بالهروب إلى الأمام، عبر محاولة بناء علاقات وصداقات مع كل ما هو غربي بدون تحديد، وها هي الآن تستجلب بعضهم للتباكي معها، كيف يتم إقفال قناة إعلامية؟ تستغل الجزيرة مسمى قناة إعلامية، بينما هي قناة عسكرية وذراع إعلامية للقاعدة والإخوان والدواعش، قناة تم اتهام العديد من مراسليها بقضايا تتعلق بالإرهاب في كثير من دول العالم وليس الدول العربية. وللعلم، فالمطالبات بإقفال قناة الجزيرة ليست وليدة اليوم وليست من قِبل دول الخليج فحسب بل من دول كثيرة في العالم، فمنذ حادثة 11 سبتمبر 2011م طالبت أمريكا بإقفال قناة الجزيرة لوجود علاقة وطيدة للقناة مع القاعدة، وبالذات مع ابن لادن والظواهري -تحديدًا- عن طريق مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق كولن باول، الذي طلب من أمير قطر بشكل صريح ومباشر إقفال الجزيرة لأنها تحرض على الإرهاب وتدعمه، حتى إن له تصريحًا يقول فيه: (إن هذه النماذج التي تظهر على قناة الجزيرة تقتلنا)، كما أنها القناة الوحيدة في العالم التي لديها هذا العدد من منسوبيها المعتقلين بتهم إرهابية، مثل مصور القناة سامي الحاج الذي كان من معتقلي غوانتانامو لسنوات عدة! كما أن إسبانيا -لاحظوا بأني لم أقل دولة عربية حتى لا ينعق الذين لديهم حساسية حب الغرب وعدم الثقة بالعرب- قامت سلطاتها باعتقال مراسل قناة الجزيرة ومحاكمته والحكم بالسجن عليه سبع سنوات عام 2003م بتهمة التعاون مع تنظيم القاعدة ونقل الأموال لها، وكانت قد رفضت المحكمة الإسبانية التماسًا تقدم به محامي علوني لخروجه من السجن للمشاركة في دفن جنازة أمة.
وبالنسبة للعالم العربي فالحكومات العربية والمتخصصون الإعلاميون يدركون أن قناة الجزيرة ليست قناة إخبارية، بل هي منصة للتحريض والدعوة للخروج على السلطات عبر تأطير الأخبار والفبركة والتهويل وتزييف الحقائق وممارسة الشحن السلبي لزيادة احتقان الشارع العربي. الذين يدافعون عن أخلاقيات العمل الإعلامي ونزاهة الجزيرة عليهم أن يراجعوا وثائق ويكليكس التي فضحت عدم نزاهة قناة الجزيرة، وأدت إلى استقالة وضاح خنفر بعد اكتشاف تدخل أمريكا -آنذاك- بالتقارير التي تبثها قناة الجزيرة. الملايين من القتلى والمشردين والمهاجرين في الثورات العربية دماؤهم برقبة قناة الجزيرة. إيقاف بث قناة الجزيرة هو إيقاف سفك الدماء بكل أنحاء العالم؛ لأنها المنصة الإرهابية رقم واحد في تاريخ البشرية!