إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية والقِمم العالمية الثلاث التي عُقدت في العاصمة الرياض، جاءت لتؤكد على حرص قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك العزم والحزم وسمو وليّ العهد الأمين، وسمو وليّ وليّ العهد - أيدهم الله -، جاءت تُجسّد بما لا يقبل الشك أو الجدل، مدى حرص القيادة الحكيمة لكل ما من شأنه بذل كل الجُهود في تعزيز صدارة بلاد الحرمين الشريفين وريادتها بالاطلاع بدورها الريادي والقيادي والفعّال في مواجهة الإرهاب والتصدي له حتى القضاء عليه واجتثاثه وتجفيف منابعه - بإذن الله -.
يأتي ذلك تزامناً مع تأكيد الرئيس الأمريكي ترامب في الرياض وفي إسرائيل على حكمة وحنكة وقيادة خادم الحرمين الشريفين في إنجاح قمة الرياض التي ضمت أكثر من (54) دولة عربية وإسلامية.
إن انعقاد ثلاث قِمم في بيت العرب المملكة العربية السعودية يُبرهن بالحجة الدامِغة ثقل ومكانة هذه البلاد - حرسها الله - وقدرتها الفائقة على تحمل مسؤولياتها أمام العالم أجمع والتاريخ، إننا - بإذن الله - قادرون على جمع الكلمة وتضييق الهُوة بين المشاركين، وإدارة دفة الحوار بمهنية واحترافية للوصول إلى أفضل النتائج، كما أن اللقاء بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي وهي أول زيارة له خارج الولايات المتحدة الأمريكية تأكيد على مكانة المملكة العربية السعودية دينياً، اقتصادياً، وسياسياً ودورها الطليعي ومساهماتها الكثيرة في كل المجالات، وما تسعى إليه حثيثاً مُنذُ أن أسس هذا الكيان المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيَّب الله ثراه - وجاء من بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله إلى عهد ملك العزم والحزم سلمان بن عبد العزيز والجهود تتواصل في رأب الصدع ولملمة الصفوف بين الأشقاء والأصدقاء.
كان لهذه الزيارة الأثر الطيب والكبير في تعزيز العلاقات السعودية - الأمريكية وسينعكس ذلك - إن شاء الله - على الشعب السعودي وجميع الشعوب، عربية، إسلامية، بل العالم أجمع.
إن الدبلوماسية السعودية على المدى الطويل أثبتت جدارتها وحُضورها في أصعب الظروف والمِحن وهي - بتوفيق الله - على قدر التحديات ولا غرو، فإنَّ حُسن الإعداد وأفضل الترتيب وتوفير كل مُستلزمات الراحة والإقامة والنقل وقبل هذا سلامة وسلاسة التحركات (55 دولة)، من خلال استضافتهم ليومين، دليل - والحمد لله - على قدرتنا الفائقة لمثل هذه المُناسبات والحُشود جديرون باحتضانها، حيث سبق أن استضافت المملكة مؤتمر القِمة الإسلامي في عهد الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله - في مدينة الطائف، والذي تم افتتاحه في المسجد الحرام، مؤتمر قِمة التضامن الإسلامي بمكة المكرمة في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - ناهيك عن انعقاد أكثر من مؤتمر قِمة عربي، احتضان الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، حُضور الرئيس الأمريكي السابق أوباما لاجتماع قِمة مجلس التعاون الخليجي في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله -.
إن ما أفرزته هذه القِمم الثلاث بالرياض هو تطابق في مُعظم وجهات النظر السعودية - الأمريكية تجاه القضايا السياسية الخارجية، وهناك أمر جدير ذكره وهو التعاون اقتصادي، حيث مثل نقلة كبيرة بين البلدين في هذا المجال وقد بلغ ذروته بتوقيع اتفاقيات وصلت إلى 400 مليار دولار، اقتصادية استثمارية وعسكرية، القِمة الثانية وما صاحبها من نجاح في وجهات النظر بين دول مجلس التعاون والرئيس الأمريكي وكذلك القِمة الثالثة بين الرئيس الأمريكي ودول مجلس التعاون والدول الإسلامية، تحدث ملوك ورؤساء الدول المشاركة، وكبار الضيوف والمحللين السياسيين عمّا صاحب القِمم من نجاحات في كثير من وجهات النظر، حيث أشادوا بحنكة وقيادة وحكمة وريادة خادم الحرمين الشريفين والتي انعكست على النتائج الإيجابية لهذه القِمم الثلاث.
تجدر الإشارة الى الاتفاق في نهاية القِمة الخليجية الأمريكية على تبادل مذكرات تفاهم لإنشاء المركز العالمي لمكافحة التطرف ومراقبة التمويل للإرهاب عالمياً يكون مقره في الرياض، هذا يؤكد سلامة المملكة مما أُلصِق بها من تهمة الإرهاب وشهادة على براءتها، ودحض القانون المجحف بحق المملكة الذي صدر في عهد الرئيس أوباما المعروف باسم (جاستا)، ومما أفرزت عنه القِمة عن مكاسب كثيرة، أهمها أظهرت وبوضوح ولأول مرة، أن ربط الإرهاب بالدين الإسلامي محض افتراء زائف يلفُظه العالم قاطبة، هذا ما أكده الرئيس (ترامب) في حق المسلمين وفي حق الأديان أوضح أن أكثر من 95 في المئة هم المسلمين الذين لحقهم الضرر من الإرهاب، هذا بيان واضح عن براءة الإسلام من كل ما نسب إليه من تُهم باطلة.
سائلاً العليّ القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين ملك العزم والحزم سلمان بن عبد العزيز فيما يسعى إليه دائماً إلى جمع كلمة العرب والمسلمين ليعُم الأمن والأمان بلاد المسلمين والعالم أجمع، والقضاء - إن شاء الله - على هذه الآفة والشرّ الذي يؤرق الأمة وبات يُهدد أمن وسلامة العالم بأسره. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.