زكاة الفطر أو زكاة الأبدان هي أحد أنواع الزكاة الواجبة على المسلمين، تُدفع قبل صلاة عيد الفطر، أو قبل انقضاء صوم شهر رمضان بيوم أو يومين، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة. وأُضيفت الزكاة إلى الفطر؛ لأنه سبب وجوبها. وتمتاز زكاة الفطر عن الزكوات الأخرى بأنها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال، بمعنى أنها فرضت لتطهير نفوس الصائمين، وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال.
المقصود بزكاة الفطر:
زكاة الفطر: ((هي صدقة تجب بالفطر من رمضان، طهرة للصائم من اللغو، والرفث)).
الحكمة من وجوب زكاة الفطر:
لا شك أن مشروعية زكاة الفطر لها حِكَم كثيرة، من أبرزها وأهمها الحِكَم الآتية:
1 - طهرة للصائم من اللغو والرفث؛ فترفع خلل الصوم؛ فيكون بذلك تمام السرور.
2 - طعمة للفقراء والمساكين، وإغناء لهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال الفرح والسرور عليهم؛ ليكون العيد يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع.
وهذه الأمور تدخل في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - ((فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين...)).
3 - مواساة للمسلمين، أغنيائهم وفقرائهم، ذلك اليوم؛ فيتفرغ الجميع لعبادة الله تعالى، والسرور والاغتباط بنعمه.
4 - حصول الثواب والأجر العظيم بدفعها لمستحقيها في وقتها المحدد؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عباس: ((فمن أداها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات)).
5 - زكاة للبدن؛ إذ أبقاه الله تعالى عامًا من الأعوام، وأنعم عليه سبحانه بالبقاء؛ ولأجله استوى فيه الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والغني والفقير، والحر والعبد، والكامل والناقص في مقدار الواجب: وهو الصاع.
6 - شكر نعم الله تعالى على الصائمين بإتمام الصيام، ولله حكم وأسرار لا تصل إليها عقول العالمين.
وقت إخراج زكاة الفطر:
أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر يوم العيد، بعد طلوع الفجر وقبل صلاة العيد، ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لفعل الصحابة - رضوان الله عليهم -، ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد: «وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة»، وفي حديث ابن عباس: «مَن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات». (رواه أبو داود).
مقدار زكاة الفطر:
صاع [الصاع يساوي من البر كيلوين وأربعين جرامًا تقريبًا (2.040جرام)] عن كل فرد، ويكون من طعام الآدميين كالأرز، والتمر، والقمح؛ لحديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كنا نخرج في عهد رسول الله يوم الفطر صاعًا من طعام». وقال أبو سعيد: «وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط [أقط: لبن مجفف يطبخ به] والتمر» (رواه البخاري)
والصاع عند الحنفية = 3.25كجم، وعند الجمهور 2.040 كجم، ويقدر أيضًا بعدد أربع أكف من الرجل المتوسط.
سائلاً الله للجميع الهداية والتوفيق والقبول.