حسن اليمني
مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي كنا نعوّل عليه ونأمل أن يصل بنا إلى اتحاد يحمي وحدة التطلعات والمصير يمر في هذه المرحلة بتأزم مؤلم نتيجة تباعد الرؤية بين ثلاث من دوله إزاء سياسة دولة قطر الشقيقة فإلى أين؟
أبدت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين استياءها من تنافر السياسة القطرية عن سياساتها فيما يعود بالضرر على مجموعة المنظومة الخليجية ويبطئ أو يعرقل رغبتها في مواجهة الأخطار المحدقة ليس بدول الخليج العربي فقط بل الدول العربية المشرقية خاصة، وما حال العراق وسوريا واليمن ولبنان بغائبة عن الجميع، الأمر الذي يستوجب المسارعة في مواجهة نشر الفوضى في الوطن العربي وإعادة الأمن والاستقرار لدوله بوعي وإدراك أن هذا لن يتم ما لم يتم إعادة جمهورية قم الإيرانية إلى حجمها الطبيعي.
وبرغم الحملات الإعلامية الساخنة من هنا وهناك إلا أن قوة الروابط والأواصر بين دول مجلس التعاون أكبر وأقوى من أن يترك مصير المنظومة الخليجية ممثلة بمجلس التعاون لمغامرات قطرية سياسية لا تعطي في نهاية الأمر إلا مزيدًا من التمزق والتشرذم لأحلام وآمال الشعب الخليجي الواحد الذي رأى في قيام هذا المجلس بارقة أمل في عصر تمزقت فيه دول وتناحرت شعوب فيما بينها لتنتهي أوطانها إلى فوضى وفتنة لم تبق ولم تذر.
وبرغم سحب التشاؤم التي يتحسسها كل مواطن خليجي اليوم وحالة القلق التي تسود النفوس الخليجية على مستقبل مجلس التعاون إلا أن الثقة الراسخة في أولي الأمر بدول الخليج العربي لدى كل فرد خليجي أقوى وأمضى من هستيرية التشاؤم واليأس ويؤمن كل مواطن خليجي بأن ما نمر به اليوم مآله إلى الزوال بإذن الله بعد أن تتخلى قطر عن سياساتها العدوانية وستعود اللحمة بين دوله أقوى وأمتن من قبل وعلى أسس واضحة وثابتة بشكل موثق يرسخ الإيمان في وحدة المصير والمستقبل. يؤمن كل مواطن خليجي بأنه وفي وجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لا خوف أبدًا على منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويدرك كل مواطن خليجي أن التصحيح والإصلاح في المسار القطري للمستقبل قد يحتاج إلى خضة توقظ من قد تكون غابت عنه الحكمة أو الرؤية السليمة للمستقبل من الأشقاء القطريين لتعيد القوة والمتانة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لها لمواجهة أخطار ما عادت مبهمة أو خافية عن الأعين.