ليس هناك من تعجب فالأدوات الإسرائيلية والإيرانية حاضرة وبقوة في رسم السياسة القطرية الخبيثة ضد أشقائها.. فالتنظيم الإخواني الإرهابي أحد أعضائه هو المفتي لدولة قطر وهذا يعني بأن دولة قطر تسير على نهج التنظيم وإلا لما كان المفتي لها من تنظيم الإخوان الإرهابي.. ولا ننسى بأن أحد المدعومين من حكومة قطر هو محمد مرسي الذي وصل للحكم في مصر على حين غرة من المصريين في ظل فوضى عارمة أصابت الشارع المصري حينها وأشعلت فتيلة القناة المحسوبة على حكومة قطر وتدارك المصريون هذا الخطر المحدق بعروبة مصر ومصيرها مع أمتها حيث إنه كان من أول زيارات مرسي آنذاك هي لإيران وتم محاولة سحب نظر الشارع العربي عن إيران بالذات.. وما أهميتها حتى تكون من أول الدول التي زارها تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي المتمثل في مرسي حينذاك بحملة إعلامية بأن مرسي في إيران وكأنه أحدث إنجاز وانتصار للأمة حتى بدأت شريحة في الشارع تتحدث عن تلك الحادثه وتناست تلك الشريحة الأمر الجلل وهو.. ما أهمية إيران حتى تكون أول زياراته لها وهل هناك ولاء قدمه مرسي لإيران حينها الذي كان ينتمي لذلك التنظيم الإرهابي المدعوم من قطر التي تضم أيضًا عزمي بشارة الإسرائيلي الذي تم تعيينه مستشارًا لدى الحكومة القطرية وما هو سر العلاقات القطرية الإيرانية التي تعيش في أوج قوتها وهل هناك مباركة إسرائيلية لتلك العلاقة مع إيران تلك الدولة الإرهابية التي أقامت المجازر الشنيعة في الشعب السوري الشقيق لقطر التي تدعي حرصها على الحقوق العربية كما هو حال شعار إيران الموت لإسرائيل التي أصبحت مجازرها في سوريا وحدها تفوق ما أحدثته القنبلة النووية في هورشيما من ضحايا..
فمن قطر وكما يتضح كانت انطلاقة المخطط (الإيرا.. سرائيلي) لاختراق البيت الخليجي مما يوحي بأن إسرائيل وإيران ومهما أعلنا من معاداة لبعضهم إلا أن حقيقة أمرهما أنهما ثعبان برأسين.. يد بيد من تحت الطاولة يتصافحان ويحيكان بخبث ودهاء ما يحاك.. فمهما رفعا من شعارات العداء للبعض.. من الموت لإسرائيل والخوف المعلن من البرنامج النووي لإيران لدى إسرائيل فعدوهم الحقيقي هو نحن كما يتضح من نهج السياسة التخريبية في المنطقة وساحة اللعبة الحقيقية لهما هي البلدان العربية ومن المؤلم أن تكون أدواته الحكومة القطرية التي لم تفهم بعد بأن مصيرها الوجودي هو البقاء مع أشقائها.
ولكن مع وجود القوة الخفية التي ترسم وتحرك السياسة القطرية يتضح بأن هناك أهدافًا تسعى تلك الدولة للوصول إليها وإلا لما رضيت بالمغامرة بعلاقاتها بدول الجوار.. من الأشقاء!
حتى تراءى لصاحب القرار هناك واهيًا بأنه يستطيع أن يتسلق فوق المتون.. وهنا كان لا بد من التدخل الجراحي وتعريف الآخر بحجمه وإن كان هذا التدخل يؤلمنا أكثر مما يؤلمهم.. ولكنها كانت الضرورة.. وإن عليهم أيضًا ألا يأمنوا من أي عقاب آخر.. فالأمر جلل... وللضرورة أحكام!
- عبدالله بن منيف الحبيل