رمضان جريدي العنزي
بناة السعودية الجدد هم الحقيقة والواقع والوهج والزهو والانتشاء وناقرة الفرح في ربوع الوطن الكبير، لهذا سيعانقون بنا الغيمة والشمس والسحاب الرخيم، هم من سيركض بنا نحو الغد المضيء والمستقبل الزاهي ومجرات النجوم، سيكونون تراتيل العمل، مفرداته وطقوسه، وارتعاشات التطلع، ونوازع الخير، سيكونون حداء اللغة على وتر لا ينام، شجى لحن جميل، سيكونون وئاماً، أقماراً، ظلالاً، هضاباً، وأعمدة ضوء وفتيل اشتعال، نفث الربيع سيكونون وضوء القنادي ل، والأحبار المبدعة، نجوماً تبزغ بالعتمة، عناصر جذب، تشد قوانا نحو الحراك، موج بحر، لون ربيع، موسم بذر أثناء مواسم زرع البذار، سيكونون النسمة الحالمة، الهدوء والطمأنينة ولون الطيف والقزح، سيكونون الفضيلة والإثارة والحزم ومثلث العطاء، سيكونون النهر من ضفافه نشرب الماء، سيكونون السد في محرابه يلوذ المطر، النبت سيكونون وطعم الثمر، النخل سيكونون فوق هاماته تلوذ الحمائم وينمو العذق، سيكونون الظل حين تجيء حاميات الهجير، سيكونون الشحن والطاقة وإيقاع الحدث، سيكونون العرق والدم ومواويل البيد وقصائد البحر وفرح الحداة بالمطر، حوض الماء سيكونون، والفنجان، وعلبة العافية، سيكونون العود والمبخرة وساقية الماء، بوابة العبور سيكونون وكُحْل العيون وسكر الفاكهة، سيكونون الرواية والحكاية ومفردة الكلام وطعم الطرح وحركة السفن العابرة، البرق سيكونون والرعد والوعد والنباتات الزاهرة، رائحة المطر، خيط المطر سيكونون، وقع المطر على النافذة، سيكونون الجوز واللوز وملعقة الغذاء الثمين، بناة السعودية الجدد، سيقودون لنا الشموع، سيكونون الغيض والفيض والرؤى الحالمة، سيكونون الحلم والإشراقة وخبايا العمق، سيرسمون لنا الدهشة والسرد والمفردة والحكمة، سيكونون المكان وحنين المكان وسلسبيل العطاشى، سيكونون حقل القمح وظلال النخيل وضياء الضياء، سيذيبون الظلام، ويزيحون العتمة، سيكونون أعداء الخفافيش الثقال السمان والخرافة والخنوع والنكوص والأذى، سيوقظون النهار بالعمل، والليل بالابتسامات الحانية، سيكونون النهر والغدير والتاريخ العريق، سيتوهجون بنا كنافورة عطر، سيحرثوا لنا الأرض، ويعتنون لنا بالزرع، وسيسقوننا الماء القراح الزلال، وسيمنحوننا اللوحات الزاهية، سيدهشونا بالحياة، ويمنحونا الضياء والبريق، والأعمال الصائبة، سيكونون نافذة على الشمس، وباباً على القمر، وأرضاً خصبة؛ سينثرون علينا الأزهارفي ساحة أعمالهم وإبدعاتهم، سيذهبون بنا نحو الغيمة المتهادية، وأسراب الطيور العابرة، والنجمة العالية، بناة السعودية الجدد سيقوى الوطن الكبير في أحداقهم، سيحمونه من كل الجهات الأربعة، أرضة ومداره وفضائه وكوكبه، سيحمونه من كل الشذاذ والآفاق ولصوص الليل والثماثيل الخائبة وأصحاب السمسرة وبائعي الكلام في الأزقة والمقاهي والستلايت والمتسولين هناك في الشوارع البعيدة والمدن الغريبة والكسالى والنائمين وأصحاب المخدات العالية والأحلام القاصرة والذين في قلوبهم خبث وحقد ومرض، أصحاب الذمم الباطلة، والضمائر الميتة، والوجوه الزئبقية، الذين يحاولون طعننا في الظهور، وبيعنا في سوق النخاسة الرخيصة، الواقفين مع الشيطان في أقواله وأفعاله، وأعماله التخريبية، المنحرفين عن مسار الثوابت الوطنية، المتطوعين مع الأعداء، الصافين معهم، والخاضعين لهم، والمتواطئين معهم، الساقطين في بورصة الولاءات الرخيصة، المتشرنقين بخيوط الخيانة، العابثين، المتجاوزين لحدود الحدود، المحرضين، المثيرين للنعرات الطائفية والعشائرية، أصحاب الفقه الأعوج، والمنطق الأعجم، المغمسين في تفريق المجتمع، المأصلين للفتنة، المتسربلين بالجنون، الذارين للرماد، لهذا سيكون بناة السعودية الجدد للوطن كالخاتم واللون والريشة والدم والعظم والقماش، سيجعلون الوطن عندهم أقرب من الأهل والبنت والأخ والأخت والولد، سيكونون أكثر حدة على الطفيليين والعتاة والبغاة والمجانين، سيرشقونهم بالحجارة، يسربلونهم بالخوف، وسيجعلونهم يتوجسون الممات، سيذيقونهم طعم الهزيمة، والانكسارات المميتة، سيجعلونهم يفرون من أمامهم كالشياطين، سيكونون للوطن كالحمام يدشن الفضاء ويعود بالتصفيق، وكالنسور الجارحة على الأعداء المتربصين، بناة السعودية الجدد سيكونون بهاء البهاء، وعنوان الحياة، سيبلغون بنا الأفق والسحاب والنجم والجبال العالية، سيكونون عنواناً للمجد، وسيحولون رمالنا وفيافينا وبيدنا الكبيرة بهمم عالية إلى مواسم عشب، وساحات خضرة، وماء كثيف، وبيوت عامرة، وأبراج شاهقة، سيأخذوننا بهمم جبارة نحو الشمس، والمجرات، والكواكب الزاهية، والسندس والخضرة، وينابيع الماء العذب الفرات، سيرتحلون بنا نحو الرابية، والشمس البتول، وخيوط المطر، سيستبيحون الأرض بالأعمال الزاهية، سيحولونها سهوب ربيع، وحقول قمح، وبحيرات بياض، سيلونون سماءنا بألوان الطيف كلها، وأرضنا بالبناء والعمار، بناة السعودة الجدد، سيكونون وابلاً يشبه رزيم الغمامة، وسيجهضون بأعمالهم النيرة أحلام البرابرة.