سعد الدوسري
بالإضافة إلى القصور الواضح في ثقافة الإسعاف، لدى كافة شرائح مجتمعنا، هناك قصور شديد في مفهوم التبرع بالدم والأعضاء. لقد أوضحت بالأمس، أن وزارة الصحة معنية بالدرجة الأولى بتنسيق كافة الجهود لرفع مستوى ثقافة الإسعاف، لأنها هي من سيدفع الأثمان الباهظة لقصور هذه الثقافة؛ حملات التوعية المدروسة لن تكلف شيئاً، مقابل تكاليف العلاج والتنويم والجراحات. نفس الأمر بالنسبة للتبرع بالدم وبالأعضاء أثناء الحياة أو بعد الوفاة الدماغية. هناك مَنْ لا يزالون يعتبرون التبرع بالدم مضراً، أو من يظنون أن التبرع بأعضاء المتوفى دماغياً في حادث، مخالف للشريعة الإسلامية.
يجب على وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، وهو القريب جداً من العاملين في وسائل الإعلام، أن يكرس صورة جديدة لوزارة الصحة، فهي ليست التي تعالج فقط، بل التي تثقف وتغير أنماط التفكير، فيما يتعلق بالأمور المتعلقة بالصحة. تخيلوا كم من الملايين سنوفرها على خزينة الدولة، إذا نحن ثقفنا المواطنين والمقيمين بوسائل إسعاف المريض؟! كم سننقذ موازنة الصحة، من المصاريف الباهظة التي تُصرف على مرضى الفشل العضوي، إذا نحن سخرنا كل الطاقات لنشر ثقافة التبرع بالأعضاء؟! لا تقل لي أن هناك جهودًا تبذل في هذا المجال. أنا أعمل في مهنة الإعلام الطبي منذ عام 1985م وحتى اليوم، وأعلنها بكل صراحة؛ «التثقيف الصحي لا أبَ له!!» فـ»كل يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاكَ»!!
إن إدراج التثقيف الصحي، كمادة إلزامية في المدارس والجامعات، لن تؤثر على مناهجنا الميتة، بل ربما تحييها. كما أن إلزام الممارسين الصحيين بالمشاركة في التوعية، واعتبارها جزءًا من التقييم الوظيفي، لن يزيد من ساعات عملهم الضائع معظمها فيما لا ينفع!