«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يحرص السعوديون والخليجيون على شمولية ملابس العيد على (طاقية) جديدة، رغم وجود طواقٍ عديدة لديهم؛ فلا تكتمل ملابس العيد إلا بوجود هذه الطاقية التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من منظومة ملابسهم. والطاقية أو (القحفية) كما تسمى أيضًا في الأحساء وبعض دول الخليج تاريخها قديم، وأخذت في البداية أشكالاً مختلفة، امتازت بخشونتها وسماكتها نظرًا لأنها كانت في الماضي القديم تُصنع من وبر الجمال أو صوف الأغنام.. لكن في العصر الحديث، ومع إنتاج القماش بأنواعه، باتت الطواقي أكثر بياضًا ونعومة. وفي الأحساء امتازت بعض البلدات الشرقية بخياطة الطواقي. كذلك اشتهرت أسر من الهفوف والمبرز بخياطة أنواع متعددة من الطواقي، أشهرها (طاقية الزري) التي تحمل شكل الجنيه بدائرته المميزة. وكانت هذه النوعية من الطواقي لا يستطيع شراؤها إلا الأغنياء والأثرياء والأعيان لارتفاع سعرها؛ لكونها مخاطة بخيوط الزري الذهبي، الذي كان يستورد من أوروبا. وكما هو معروف، فلقد امتازت الأنامل «الحساوية» في الأعمال اليدوية والحرفية بشكل مذهل؛ ما جعل لمختلف المنتجات التي تنتج في الأحساء لها تميزها وروعتها وجمالها.. وكانت تُصدَّر عبر وسطاء إلى الرياض والدمام والخبر وحفر الباطن وحتى القصيم. وفي العقود الأخيرة بدأت تنتشر في الأسواق الطواقي المستوردة من شرق آسيا، وخصوصًا الصين وإندونيسيا وماليزيا وهونج كونج.. وأسعارها مناسبة. وتتراوح الأسعار من 15 ريالاً إلى 150 ريالاً وأكثر. أما أغلى الطواقي التي تباع في الخليج فهي الطواقي العمانية التي اشتُهرت عبر قرون بحياكتها وتطريزها وتداخل خيوطها وتشابكها بصورة فريدة وجذابة. وتسمى الطاقية في عمان بـ(الكمه). ويتفنن الحرفيون والحرفيات في زخرفة الطاقية أو القحفية أو (الكمه) حسب الشكل أو الرسم المطلوب تنفيذه في (الكمه). ويختلف سعرها حسب نوعيتها ليصل من 150 إلى 200 دولار. وهناك أنواع بـ20 إلى 50 دولارًا. وفي أسواقنا والمحال المتخصصة في بيع الملابس والإكسسوارات الرجالية والشبابية أنواع مختلفة ومن دول عديدة كما أشرنا سابقًا. لكن في العادة ينحاز البعض إلى (الطواقي) السعودية ذات الفتحات الزخرفية المتعددة، التي تتيح للرأس الكثير من الراحة؛ إذ يتخللها الهواء، وخصوصًا لمن يقيم في المناطق الحارة. وخلال وجودي في أسواق جدة دُهشت من وجود بسطات في سوق باب شريف، تعرض أنواعًا مختلفة من الطواقي بأسعار معقولة جدًّا؛كانت هذه الصورة المرفقة هنا. وعملية اختيار طاقية العيد تخضع لذوق ورغبة الزبون بالدرجة الأولى. علمًا بأنه تتوافر في هذا السوق وغيره طواقٍ مزدانة بالزخارف البسيطة والنقوش الدائرية وحتى المثلثات والخطوط المنحنية؛ وهو ما يعطيها طابعًا خاصًّا وقاسمًا مشتركًا رغم تعدد أشكالها والدول المستوردة منها وتنوع زخارفها وحتى أسعارها.. وكل طاقية عيد وأنتم بخير..؟!