مها محمد الشريف
لا شيء يؤلم ويعكّر صفو المسلم أكثر من قتل الأبرياء واقتحام مقدساتهم وصناعة الموت وخلق الأزمات، فمثل هذه الضربات لها تأثيرات ذاتية وطغيان في أعلى درجاته من هؤلاء الإرهابيين الذين يدفعهم الشيطان ليقصدوا بشرِّهم بيت الله الحرام وحشود المعتمرين في شهر رمضان المبارك.
مفجع أن يصل فكر المخطط الإرهابي إلى مكة المكرمة منطقة الحرم الشريف. واقع يناهض الفهم الأعمق للقداسة وحرمة الحرم، ومن يمثّل هذا الاتجاه فهو قطعاً خارج عن الدين والملة ولا يمثِّل الإسلام. يحمل مضامين هدَّامة، ونفساً سوداء.
وما يعنينا فعلاً هو إقامة الجدار العازل لهذه الحوادث التي أحبطها الأمن السعودي عملاً إرهابياً وشيكاً كان يهدّد أمن المسجد الحرام ومرتاديه المعتمرين والمصلين في ليلة مباركة ليلة التاسع والعشرين من رمضان، وهي ليلة ختم القرآن.
حيث تمركزت المجموعة الإرهابية في ثلاثة مواقع، أحدها في محافظة جدة، وفي العاصمة المقدسة مكة المكرمة، الأول بحي العسيلة، والثاني بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، أي على بعد كيلومترات قليلة من الحرم المكي.
ورغم ما تحمله هذه الأحداث من خوف وفزع إلا أنها تجسد اللحمة الوطنية وتظهر شجاعة الأمن السعودي وتفوق القدرات العسكرية والأمنية وما يقوم به الخبراء من جهد متواصل يعملون على تحديد المادة المستخدمة في التفجير لكشف الخلية الإرهابية وأدواتها المستخدمة والمادة التي صُنعت منها، لحماية أمن زوار المسجد الحرام لأنه يمثِّل أولوية للسلطات في المملكة.
فالمؤرِّخون عندما يؤرِّخون الحوادث لا بد من إزاحة الستار عن الحقيقة الخفية بين طياتها و تحديد تبعاتها وغايات المتورِّطين فيها، فالقصص الدامية لها عند وزارة الداخلية السعودية أهمية قصوى ووسائل بناء للمستقبل على أنقاض الإرهاب الذي أوشك على النهايات بإذن الله.
ومهما كان رأينا في هذا الخطر، يكون الترابط بين الحكومة والشعب متينًا، وبذلك يكون الشجب والإدانة مؤثِّرين لهذه الأعمال والجهات التي تقف خلفها وتمولها، فهناك الكثير من الأشياء الأخرى التي يتوجَّب الكشف عنها، ومن منطلق حرص ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان عوّل على المؤسسات الدينية مواجهة التطرف. ومن ثم أدان شيخ الأزهر بإدانة المحاولة الإرهابية الفاشلة لاستهداف الحرم المكي. وارتفعت أصوات المسلمين المستنكرين عبر وسائل الإعلام من كل مكان..
حفظ الله البلاد والعباد والمقدسات..