د.حامد الوردة الشراري
المتتبع لإنجازات الأمير محمد بن سلمان المبهرة منذ توليه مهام في الدولة وفي فترة وجيزة يدرك أننا أمام ظاهرة قائد عالمي فذ، فهو يعمل بشكل متناغم وفق عمل مؤسساتي وبمنهجية علمية داخليا وخارجيا وعلى أكثر من صعيد سواء اقتصاديا تنمويا او عسكريا أو سياسيا.
فداخليا، من أبرز جهود الأمير محمد -حفظه الله- التي نالت استحسان الجميع وأثنت عليها جهات اقتصادية عالمية هو إنجاز أضخم خطة استراتيجية في تاريخ المملكة تهدف لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني لتنويع مصادر الدخل «رؤية المملكة 2030» وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان- حفظه الله- والتي بنيت على أسس علمية حديثة شارك في إنجازها القطاع الحكومي وأفضل بيوت الخبرة العالمية ونخبة من أبناء الوطن. من يفكر في مستقبل المملكة لا يمكن أن يتجاوز مقولته الشهيرة «لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979 فقد ولى زمن تلك الحقبة» التي هي بمثابة حجر الاساس لتدشين بوابة المستقبل الزاهر ومعالجة التحديات مهما كانت، لا أن يكون اقتصادنا وتنميتنا أسيرين للنفط كما كانا في الحقبة السابقة معتمدا سمو الأمير على توفيق الله أولا وفهم دقيق لإمكانية بلده المادية والبشرية، وبطموح الشاب المحب لوطنه وإيمانه بعالميته ومكامن قدرته، والمدرك بشكل جلي التوجهات العالمية ثانيا، فالأمير محمد مطلع عن كثب على وضع المملكة التنموي لكونه يرأس أهم المجالس الوطنية وهو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يمس حياة المواطن السعودي ومتطلباته بشكل مباشر.
إما عالميا، ان النشاط الكبير الذي قام به الأمير محمد بن سلمان خلال الفترة الماضية والمتمثل في رحلات مكوكية رافقه وفد ضخم وعالي المستوى بزيارة مهمة وطويلة الى الدول الصناعية المتقدمة شرقا وغربا التقى فيها كبار المسؤولين ورؤساء الشركات الكبرى هناك وزيارة أهم مراكز الصناعة والتقنية في تلك الدول تخللها العديد من الاتفاقيات والتفاهمات المتنوعة مرتكزها الجانب الاقتصادي لجذب الاستثمارات وما يخدم توجه المملكة المستقبلي ورؤيتها الاستراتيجية في تنويع مصادر دخلها، ستنعكس هذه الجهود إيجابا في خدمة الأمتين العربية والإسلامية واستقرار الاقتصاد العالمي.
جولات الأمير محمد لعواصم الدول العظمى (امريكا روسيا الصين فرنسا واليابان...) المتتابعة أثمرت عن تشكيل تحالفات جديدة، وتطوير وتأصيل العلاقات مع الحلفاء الاستراتيجيين بينما يتوازى مع حجم المملكة وتأثيرها إقليميا ودوليا، ويتواكب مع مكانتها الدينية وأهميتها الاقتصادية والسياسية. الأمير محمد أسس قنوات تواصل مباشرة مع الحلفاء وبوجه خاص في الجانب السياسي والعسكري لتعزيز التعاون وتنسيق المواقف لحل وتسوية الخلافات والازمات الاقليمية. وقد أثمرت جهوده لجمع أكثر من خمسين دولة مع الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة الارهاب في قمة الرياض وتشكيل تحالف قوي لذلك.
هذه الجهود الداخلية والخارجية المباركة والنجاحات المثمرة التي يقوم بها مهندس وعراب تشكيل الدولة السعودية الجديدة الامير محمد بن سلمان ولي العهد خدمة لوطنه والأمتين العربية والاسلامية، جعلت سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يضع ثقته فيه ويختاره وليا للعهد ويهب الشعب السعودي لمبايعته. فمهما تحدثنا وكتبنا لا يمكن أن نختزل جهود سمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد، ملك المستقبل، في مقال محدود الكلمات، والله من وراء القصد...