سهام القحطاني
«التاريخ يصطفي رجاله» هذه أبسط عبارة يمكن أن نصف من خلالها ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله-.
لقد تعود الشعب السعودي على مدى تاريخه السياسي على ملامح خاصة لولي العهد شكلاً وسنًا وثقافة، ليأتي محمد بن سلمان ليرسم ملامح مختلفة وجديدة لم يتعود عليها الشعب السعودي لصورة ولي العهد، اختلافًا مرجعه طبيعة الشخصية وشكلها وسنها وثقافتها، اختلافًا لا يشذّ عن الواقع إنما يتطابق مع حقيقة الواقع السعودي وحقيقة مستقبله القادم، الواقع الذي يقول إن الشعب السعودي شعب يمثله الشباب نظرًا لاستحواذه على نصيب الأسد من نسبة الكم والكيف، والمستقبل الذي وفق طبيعة الواقع سوف يبنيه الشباب وسوف يقود إنجازاته الشباب، وبذلك فمحمد بن سلمان يشبه واقع المجتمع السعودي ويمثل حقيقة مستقبله القادم وذلك التطابق هو الذي جعل كل السعوديين يسارعون بمبايعة محمد بن سلمان ويبتهجون لاختياره وليًا للعهد.
والأمر لا ينحصر في تطابق محمد بن سلمان بينه واقع المجتمع السعودي ومستقبله، بل يمتدّ إلى مسألة أخرى تتجاور مع السابقة في الأهمية، وهي طبيعة «محمد بن سلمان» تلك الطبيعة التي تتميز بكاريزما جاذبة ولا شك أن وسامته وملامحه العربية أسهمت في تكوين تلك الجاذبية، التي قربته إلى قلوب وعقول الشعب السعودي وحققت له «نجومية» ليس على مستوى السعودية بل ودول الخليج، نجومية أصبحت تزاحم نجوم الفن والثقافة والرياضة، وهو قلما ما يحدث في المجال السياسي السعودي.
وقد وصل محمد بن سلمان لهذه النجومية الشعبية الكاسحة في فترة وجيزة، ولا شك أن اكتسابه لهذه النجومية يعود لأسباب عدة منها، إلى ما يحظى به من حضور وكاريزما وجاذبية، ما يملكه من ذكاء في إدارة التواصل مع الشباب وقنوات الاتصال المختلفة ومع الآخر، نجاحه في صناعة ثقة بينه وبين الشعب وتوثيق تلك الثقة بطريقة التفكير الواضحة القريبة من فهم الجمهور، الفهم المتعلّق بطموحاتهم وأحلامهم، وطريقة التفكير لا يملكها إلا من لديه قدرة على استيعاب مشكلات الناس ومشاركتهم طموحاتهم وأحلامهم، ما يملكه القدرة على التخطيط والإجرائية والعملية وهذه ثلاثية صناعة واقع المستقبل، ولا شك أن رؤية 2030 الذي يعد محمد بن سلمان الأب الروحي لها ومهندسها، وثّقت جديّته في صناعة مستقبل المجتمع السعودي بعيدًا عن العبارات اللامعة والوجدانيات التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، رؤية فتحت للسعوديين آفاقًا جديدة لمشاهدة المستقبل بعيدًا عن آبار البترول، وعزّزت مكانة محمد بن سلمان في قلوب وعقول الشباب الذي فتح له آفاقًا أوسع لمستقبل أساسه الشباب المسلّح بالعلم والتقنية والإبداع والإنجاز، رؤية حوّلت محمد بن سلمان إلى «أيقونة للشباب».
وطريقة التفكير الواضحة التي يتميّز بها محمد بن سلمان التي تستند إلى مواجهة حجم الطموحات وحجم التحديات الاجتماعيات والاقتصادية وقوة الأمل والثقة في الإنسان السعودي عقله وعلمه وموارده المختلفة لدحض تلك التحديات وتحقيق تلك الطموحات، استطاعت أن تُسوّق لشخصية محمد بن سلمان كمّصلح اقتصادي على مستوى العالم وهو تسويق أسس لولي العهد علاقات ثقة مع حكام العالم وخاصة بريطانيا وأمريكا وفرنسا.
أما اللقطة الإنسانية الأهم، فهي الصورة التي انتشرت على مستوى العالم ومحمد بن سلمان يقبل يدّ ولي العهد السابق محمد بن نايف عندما حضر لمبايعته، التي أفصحت على أخلاقيات ولي العهد محمد بن سلمان-حفظه الله- وبعثت برسالة ليست للشباب السعودي فقط ولا العربي فقط بل للعالم كله وهي رسالة «احترام الكبير وتقديره».
فقد أثبت ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- أن العظيم هو عظيم أولاً بأخلاقه، ومن امتلك عظمة الأخلاق امتلك عظمة كل شيء.
بارك الله لنا في ولي عهدنا محمد بن سلمان ووفقه لكل خير وصلاح وحماه من كل شر.