ناصر الصِرامي
«أمر ملكي»: تعدل الفقرة «ب» من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم لتكون بالنص الآتي: «يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكًا ووليًا للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس».
المتتبع لنص القرار الملكي، وكل ما سبقه أو يأتي بعده، لا بد أن يقرأ في التفاصيل تحول تاريخي مهم وجميل، مثير ولافت، في تاريخ الأسرة الحاكمة للمملكة العربية السعودية، إنه إعلان عن أول تنوع في استحقاقية الحكم، والمنافسة للتأهل إليه.
محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي عهد العرش والأقرب للتاج الملكي اليوم، سيكون بعد عمر طويل للملك سلمان، هو الملك السعودي الأول في الدولة السعودية الثالثة من أحفاد المؤسس، وهو إن صدق التعبير، سيكون الملك الأول للدولة السعودية الرابعة، وسيختار ولياً لعهده من غير نسل الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهكذا يتاح تناقل الحكم بين أحفاد وأحفاد المؤسس الملك عبدالعزيز، ليمنح بيت الحكم السعودي استقرارًا واستمرارية عبر تقدير الكفاءات وتنشيطها. وهكذا يكتب الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخ، موثقاً لفترات حكم مرت واستمرت، فيما يخط تاريخ جديد لمستقبل بيت الحكم السعودي واستمراريته وتجدده وتحديثه واستقراره.
التاريخي الملك سلمان بن عبدالعزيز يكتب الآن مسودة معتمدة لاستقرار «المملكة العربية السعودية»، وإرث آبائه وأجداده -رحمهم الله- ويكتب تاريخ ومستقبل الحكم لدولته، وقد كتب التاريخ الآن لحظة تحول منحت فيها ولاية العهد لأمير شاب محب ووطني وطموح، ليأخذها الأصلح للأمل والحلم والأمل والريادة.. إلى التحديث والتحدي والعمل والمحاولة والتصحيح للوصول للنجاح، لذا كان محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وهنا لم يشهد العالم العربي، وربما العالم، دقة التخطيط الأشمل لتقديم التفاهم والاتفاق العائلي الملكي حول هذه الإرادة الملكية بهذا التوافق والتشريف والقبول والاستجابة، ولي عهد كان ملء السمع والبصر، يسلم الولاية بإيمان ودعوات واتفاق، لصاحبها الجديد والطامح بنا للمستقبل وآماله وأحلامه.
صورة جميلة عبقرية رسمها الحاكم الحكيم ببراعة، صورة وطن حولها أمراء شباب يتصدرون المشهد، وفِي مفاصل الحكم ومؤسساته وإداراته، وزراء في مواجهة اختبارات وتحدٍ، مع احتمالية التحديث باستمرار.
عمل جاد ببعد إستراتيجي، وقفز بالمراحل العمرية، لجيل أو جيلين وإعادة تحديث إدارة الأسرة الحاكمة للإرث والحكم.
تحول استثنائي يخلق حالة تفاؤل قصوى بما يقوم بها الملك والمؤسس الجديد للدولة السعودية الرابعة، الملك سلمان بن عبدالعزيز، العاشق والكاتب للتاريخ في آن.
الأصلح والأكثر عملاً ورؤية، والأقرب لنا وللمرحلة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان، وضع على طريق الحكم، فيما ضخ بأمراء شباب إلى مستويات وزارية وإدارية وأميرية، وخلق حالة منافسة إيجابية من شأنها أن تسرع التحديث والبناء بشكل لم يسبق له مثيل، وتجذب إيجابيات التفوق السعودي والنفوذ كما لم يحدث من قبل.. وإننا على المستقبل وله لمبايعون.