رقية سليمان الهويريني
منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم وهو يحرص على الدفع بوجوه شابة جديدة في البناء الداخلي السعودي إيماناً منه بضرورة تجديد الدماء في شرايين الحكومة، ولثقته أن باستطاعة الشباب الصمود أمام التحديات التي تواجهها المملكة لمكانتها وهيبتها ودورها وتأثيرها العالمي.
ومعلومٌ أن الشباب يشكِّلون الأغلبية العظمى من سكان الوطن؛ وهذه الفئة كانت تعاني الإهمال خوفاً من حماسهم أو لعدم الثقة بقدراتهم، حيث كانت المناصب في الحكومة حكراً على كبار السن، وبقي الشباب بمعزل عن اتخاذ القرار لعدم حصولهم على مناصب قيادية!
إن وجود الشباب السعودي في مراكز صناعة القرار يعني توفر فرصة سانحة لهم للنهوض بالتنمية البشرية والاقتصادية والأخذ بنهج الإدارة الحديثة التي تسعى لرفع معايير الإنتاج، وتلبي متطلبات المستقبل.
وقد رأى الملك سلمان بنظرته الثاقبة الاعتماد على الشباب بمساعدته في إدارة الحكم، وهو ما دعاه لاختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد لقربه من والده أثناء توليه إمارة الرياض ووزارة الدفاع، وهذا الاختيار سيسهم حتماً بتمكين السواعد الوطنية من تسنم المناصب القيادية بدلاً من الاستعانة باليد العاملة الأجنبية مما يؤكد الاهتمام ببناء الإنسان. ولا شك أن لغة التواصل بين الشباب ستصبح أسهل وأسرع وأكثر نفاذاً وفائدة.
وإن كانت فترة الطفرة أثناء سبعينيات القرن الماضي قد أسهمت بارتفاع مداخيل الأسرة وبشكل مفاجئ؛ فإنها ألقت بظلالها على الكثير من شباب الوطن مما جعلهم ينصرفون عن المهن الحرفية ويبتعدون عن الأعمال الخدمية مما ترتب عليه انتشار البطالة التي أصبحت ظاهرة خطيرة! وزاد من الهوة زيادة عدد السكان المنفلتة حتى تصدرت المملكة دول العالم بارتفاع معدل الإنجاب حيث نما المؤشر بأرقام فلكية! ولم يواكب هذا المتغير الكبير أي خطط متناسقة ومناسبة للتعامل معها وهو ما فاقم البطالة التي تؤدي للفقر والعنف والإرهاب.
وأرى أن أمام الأمير الشاب مهام عظيمةً وتحديات هائلةً لا يمكن تحقيقها بسرعة؛ ولكن بذات الوقت لا يمكن التهاون بها أو تسويفها.
دعواتي للأمير محمد بن سلمان بالتوفيق في منصبه وأن يمده الله بعونه.