د.عبدالعزيز الجار الله
بايع مساء يوم الأربعاء الشعب السعودي من القيادة والمسؤولين ومن الهيئات التشريعية والدينية والتنفيذية ونماذج من الكتل المتعددة والمتنوعة من النخب والأكاديميين وأصحاب التخصصات وفئات المجتمع المكون للجسد الاجتماعي من القبائل والعشائر والوجهاء وعموم أبناء المجتمع السعودي، قدموا البيعة للأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.
هذه الحشود في مبايعة ولاية العهد للأمير الشاب هي صورة من صور السعودية الجديدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي رسم لدولتنا صورة ناصعة بأوجه متعددة هي:
الدولة العسكرية القوية بالمنطقة والقادرة بقوة الله ثم بقوة ما تملكه من قوة سلاح وجيش قادر على حماية بلادنا بالجو والبر والبحر.
الدولة المركزية التي جمعت الدول والشعوب الإسلامية حولها وقادت العالم الإسلامي الكبير الذي أصبح له وزنه وسط التوازنات العالمية وفي تجاذب الكتل والتجمعات السياسية في العالم، حيث أصبحت الكيانات الفئوية هي الرقم المؤثر، والدول الإسلامية (55) دولة تقريباً تقف السعودية قائداً لها كونها مهبط الرسالة المحمدية، وتضم أطهر مقدسات المسلمين من الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
دولة العروبة، فقد سعى الملك سلمان بن عبدالعزيز على جمع شتات العرب والشعوب العربية بعد أن تلقت الأرض والشعب العربي ضربة موجعة في الربيع العربي أدخل بعض شعوبها في حرب أهلية وصرعات طائفية وحزبية وتيه طويل وخندق مظلم، فتصدى الملك سلمان والحكومة السعودية لحرب الأطماع والأطالس والخرائط التي فرضت علينا لوقف انهيار وتقسيم الوطن العربي، وعملت السعودية على استعادة العافية السياسية للدول والشعوب العربية.
في خضم هذه التلوينات والتنوع المتناقض والحسابات المتضادة وسط ربيع للعرب إنهارت معه دول الربيع، والدول الأخرى بقيت في الهامش القريب على حافة شفا أو على جرف هار من أن تقع في الأرض الموحلة فوضى الثورات وربيعها، وسط الصعاب العربية مهدت البيئة السياسية السعودية بفضل الله ظهور ولي العهد الأمير محمد سلمان على الساحة ليفتح الآفاق السياسية والعسكرية والاقتصادية رؤية جديدة لسعودية حديثة رسمت إطارها في بعدين: التحول الوطني 2020 والرؤية الأشمل 2030. وهي ما نراه اليوم من دولة سعودية تقود محيطها الإسلامي والعربي والخليجي.