الموصل - أ ف ب:
استيقظ أهالي الموصل أمس الخميس للمرة الأولى منذ قرون دون منارة الحدباء التاريخية التي فجرها ارهابيو داعش في اليوم الرابع من بدء الهجوم على المدينة القديمة، في خطوة اعتبرتها الحكومة إقرارا بالهزيمة. وأعلنت القوات العراقية الأربعاء أن جهاديي تنظيم داعش فجّروا منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في المدينة القديمة بغرب الموصل. وأمست البلاد في حالة صدمة حيال خبر تدمير المنارة التي شيدت في القرن الثاني عشر، والتي تعد واحدة من أبرز المعالم في العراق، و يشار إليها أحيانا باسم برج بيزا العراقي. وكان من شأن استعادة هذين المعلمين، بعد ثمانية أشهر من بدء هجوم كبير لاستعادة آخر المعاقل الرئيسية للارهابيين في البلاد، أن يكون ضربة قاسية لتنظيم داعش. لكن عملية التدمير كانت متوقعة بشكل كبير. وقال العميد فلاح فاضل العبيدي من قوات مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن «تفجير هذا المكان هي محاولة كي يغطي (الارهابيين) إعلاميا على خسارتهم الكبيرة، لكن الإعلام والناس يلاحظون الانتصارات وانهيار داعش». وبعيد الإعلان عن التفجير، أعلن تنظيم داعش عبر وكالة «أعماق» التابعة له أن المعلمين دمرا جراء ضربة أميركية. غير أن التحالف الدولي أكد أن الارهابيين هم الذين «دمروا أحد أعظم كنوز الموصل والعراق». واعتبر المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك أن ما جرى ليس إلا «دلالة واضحة على اليأس والهزيمة» لدى الارهابيين. من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن التفجير هو إقرار بهزيمة الجهاديين. وتدمير هذين المعلمين التاريخيين وسط المدينة القديمة، يضاف إلى لائحة المواقع التراثية التي لا تقدر بثمن ودمرها تنظيم داعش خلال ثلاث سنوات من حكمه في العراق وسوريا.