خالد بن حمد المالك
محمد بن سلمان اسم كبير، حفره في ذواكرنا، أضاء به الكثير من الإنجازات، وكان ورقة الملك سلمان التي اعتمد عليها واستخدمها في التغيير الإيجابي بالمناخ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني للمملكة، بما لا نجد صعوبة في الكتابة عنه، أو عجزاً في اختيار ما يؤكد الصلة بينه وبين الرؤية وبرنامج التحول الوطني، فإنجازاته ونجاحاته حاضرة ومهيأة لتوظيف ما يميز سموه في إدارته لما أوكل إليه من مهام وأعمال جسام.
* *
كانت مبايعته ولياً للعهد حدثاً كبيراً بحق، أعاد إلى المملكة شبابها، ومكنها في عهد سلمان وسياستها الجديدة، أن تتجاوز كل التحديات، وتحافظ على قوتها الاقتصادية، ومكانتها السياسية، وتدفع بوضعها الاجتماعي نحو التغيير بما يجعلها منسجمة مع العالم، بفكر متجدد، ونظرة بعيدة متفائلة نحو الأفق البعيد، وهذا هو عهد سلمان، وهذا هو ما يطمح إليه محمد بن سلمان.
* *
اختير الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في ما يشبه الانتخابات، وبما يماثل التصويت بما هو موجود بالبرلمانات، فقد كانت الأغلبية لصالحه، فقد صوت له 31 صوتاً من بين 34 صوتاً يمثلون هيئة البيعة، بما أحسبه إجماعاً على أنه المسؤول المناسب للموقع الثاني في سلم الحكم في المملكة العربية السعودية.
* *
وولي العهد الجديد، إذ يتسلم موقعه الجديد خلفاً لمحمد بن نايف الذي خدم وطنه ومواطنيه بما لا يمكن أن يذكر اسمه إلا ليشكر ويقدر على إنجازاته الكثيرة والكبيرة، فإن محمد بن سلمان في موقعه الجديد يأتي بوصفه امتداداً لمن سبقه، ولكن بفكر جديد، وأسلوب إداري مختلف رأى فيه الملك ورأى فيه أعضاء هيئة البيعة أنه رجل المرحلة، بطموحاته وتطلعاته وحماسه، وتلك الإنجازات الكبيرة التي حققها.
* *
اختيار ولي العهد من الأحفاد، من الشباب، من ذوي الهمم العالية، من يملك الحس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني كما هو محمد بن سلمان، هو توجه جديد، ومدرسة جديدة يقودها الملك سلمان، في سياسة غير نمطية، وفي تفكير ليس تقليدياً، بما يؤذن بأننا قد أصبحنا على بعد خطوات من تحقيق آمالنا الكبيرة.
* *
ومن المؤكد أن ولي العهد الجديد، وقد لمسنا عن قرب ما أنجزه حين كانت صلاحياته محدودة بما يمنحه له موقعه كونه ولياً لولي العهد، فإن ما يتطلع إليه المواطنون من محمد بن سلمان وقد أصبح ولياً للعهد، بصلاحيات واسعة، ومسؤوليات أكثر أن يتحقق لهم الكثير مما كان ضمن أولويات اهتماماتهم، وأن يترجم هذا الشاب من موقعه الجديد، ما يضيفه من إنجازات جديدة إلى ما سبقها، وأن يلبي آمال هؤلاء المواطنين الأوفياء في كل ما يصل إلى علمه من تطلعات وتمنيات ليكون هذا الوطن بأبنائه في موقع الرضا في كل شيء.
* *
الأمير محمد بن سلمان يرى أن المواطن على حق، وأن مطالبه مشروعة، يقول هذا في كل مناسبة، ويطالب الوزراء والمسؤولين أن يأخذوا هذا على محمل الجد، يتحدث بهذا، وكثيراً ما أخذ قرارات انتصاراً للمواطنين، وكثيراً ما كان موقفه حازماً وقوياً ضد هذا المسؤول أو ذاك لصالح مواطن أو مجموعة مواطنين، فهمه الدائم إيصال الرسالة إلى المواطنين بأنه في خدمتهم، بأنهم في عينيه، في قلبه، يتذكرهم ولن ينساهم أبداً.
* *
أعطى سموه الضوء الأخضر للترفيه، لكن المواطن يطالب بالتوسع فيه أكثر، مع أنه يرى أن البدايات كانت مشجعة، حقوق المرأة هي الأخرى التي تنتظرها وزيرة في مجلس الوزراء بدأت تتحسن وتتحقق بفضل أبوة الملك سلمان واهتمامه بقضايا المرأة، وهي مع الأسف نقطة الضعف التي يستخدمها أعداء المملكة للنيل من بلادنا، وخاصة ما يتعلق بمنع قيادة المرأة، ما يعني أن هناك حاجة لدراسة هذا الموضوع من زواياه الاجتماعية والشرعية، وهناك ملفات كثيرة تنتظر من محمد سلمان البت فيها.
* *
أيضاً يا سمو الأمير المؤسسات الصحفية تحتاج إلى نظرة منكم، إلى الاقتراب منها، وإلى التعرف على أوضاعها، فنحن نريدها صحافة قوية وفاعلة ومؤثرة، وذات دور بحجم مكانة المملكة، ولعل هذا الموضوع يكون ضمن اهتمام عهد الملك سلمان حفظه الله، الذي يوصف بأنه صديق الصحفيين، والذي هو من بين أكثر القراء والمتفاعلين بالمتابعة لما ينشر في الصحافة والتوجيه الكريم منه للصحفيين.
* *
لقد كانت مبايعة محمد بن سلمان حدثاً تاريخياً مهماً في مسيرة المملكة الموعودة دائماً من عهد إلى عهد بالاستمرار في التطور، والبحث عن كل الفرص التي تجعلها في موقعها المستحق بين دول العالم المتحضر، ما يعني أننا مع الملك سلمان وعضده ولي العهد الأمين محمد بن سلمان، أمام فرصة تاريخية لكي تكون المملكة الآن غيرها في الماضي، وإن كان عهد سلمان امتداداً للعهود السابقة، وإن كان عهده استكمالاً لما كان قد تم إنجازه في الماضي وهو كثير، غير أن لكل مرحلة ظروفها ووضعها الخاص، ومرحلة سلمان غير، أو هكذا أتصور وأتمنى وأتطلع.