محمد العرب
اتصل بي أحد الأشقاء من الدوحة يعاتبني على مقال (10 أسئلة لتميم) الذي نشرته «الجزيرة» قبل أسبوعين واتهمني بالتحامل وعدم الحياد، فتركته يكمل قائمة الاتهامات المعلبة الجاهزة انطلاقًا من الاصطفاف مع الباطل وانتهاءً بالدحلانية، فقلت له بهدوء يا ابن العم أشكر نصيحتك لي بعدم الاصطفاف مع الباطل وهي مقبولة لهذا لن أبرر لحكومة قطر أفعالها لأن أفعالها هي الباطل بعينه، أم الدحلانية فهي نكتة سمجة أطلقتها مخابرات قطر ودحلان ليس له وجود في المشهد السياسي الخليجي فهو يسكن صربيا منذ سنوات وأنت تعلم هذا لكنها إشاعة مضادة بعد إثبات حقيقة تدخل عضو الكنيست الإسرائيلي النصراني عزمي بشارة في صناعة القرار في الدوحة وإشرافه على وسائل الإعلام القطرية، ولكن هل يمكن أن اسأل بعد الأسئلة؟
لماذا أصبحت قطر مرتعًا لأصحاب الأجندات المشبوهة انطلاقًا من طالبان وانتهاءً بمكتب التمثيل للعدو الإسرائيلي ومرورًا بحزب الله وحزب الدعوة وميليشيات الحوثي واستثمارات بشار والمافيات العابرة للحدود ومنسقين لداعش والنصرة والقاعدة وحركة البوليساريو الانفصالية، وقبل كل هذا علاقتها الوطيدة بشيطان العصر إيران؟
هل هناك عاقل منصف ينكر علاقة حكومة قطر بمجالس المتطرفين والإرهابيين في ليبيا والدعم السخي لجبهة النصرة الإرهابية في سوريا؟
هل يمكن نفي علاقة قطر بالقاعدة في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا والصومال وسيناء مصر وأخيرًا اليمن؟
هل هناك مجنون ينكر الدور القطري المشبوه في أزمة البحرين 2011 وكيف كان ضباط المخابرات القطرية يوجدون في دوار العار لتنشيط فكرة الانقلاب بمباركة إيرانية؟
لقد فعلت قطر في سنة ما لم تفعله إسرائيل في عقود عندما استطاعت شق الصف الفلسطيني وتمزيق الممزق بأكبر جريمة بحق القضية المركزية للمسلمين والعرب!
حكومة قطر التي يتسع خيالها لتتفوق على الكاتبة البوليسية أجاثا كريستي عندما قامت بتسويق أكبر عملية تمويل لعصابات الحشد الشعبي الصفوي الإيراني بعد مسرحية خطف وإطلاق سراح القطريين في العراق ولا داعٍ لتفنيد المسرحية، فقد أصبحت مادة للتندر في مجالس العرب!
هل تحتاج إذًا أذكرك أن ميليشيات الحشد تقتل العراقيين والسوريين؟
وقبل أن ينتهي النقاش مع ابن العم الزعلان من الدوحة قلت له: خذ هذه المعلومة التي أقولها لك من باب الإخوة وصلة الرحم ليس إلا، حكومة قطر متورطة بدماء أشقائها في أكثر من مكان آخرها اليمن!
صمت قليلاً ثم قال هات الدليل؟
قلت له قريبًا تصبح الأوراق كلها على الطاولة وعندها سيختفي أصحاب الأجندات من شوارع الدوحة ويعود الود الأخوي النقي لأن الكبار يحملون مشروع أمة ولديهم قدرة الاحتواء والغفران، وختمت الحوار بعبارة نشتاق لكم يا أهل قطر فمتى العودة تحت خيمة خليجنا الواحد؟