د. ناهد باشطح
فاصلة:
((إن التفكير مستحيل من دون صور))
"أرسطو"
مقطع الفيديو الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي لمبايعة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز لابن عمه الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وانحناء الأمير الشاب تقديراً لابن عمه الأكبر منه سناً وتقبيل كفه، بينما يربت الأمير محمد بن نايف على كتفه ويدعو له لم تكن مجرد رسائل إعلامية بسيطة بل رسائل عميقة تضمنت معانٍ عدة ودلالات عميقة حملت في طياتها رسائل ثقافية قوية للمتلقي.
فالصورة سواء كانت ساكنة static photo، أو متحركة Motion picture فإنها رسالة ذات مضمون، يمكن أن يكون سطحياً، أو عميقاً رمزياً، أو مضموناً يستقر في العقل الباطن للمتلقي دون أن يشعر.
ولأن الصور لديها المقدرة الفائقة على تعميم مضمونها بشكل أكبر من الكلمة - كونها تخاطب شرائح المجتمع المختلفة في التعليم والعمل والثقافة ويفهمها الجميع دون استثناء خاصة إذا كانت الرسالة الإعلامية ذات مضمون عميق، يتجلى في نوعية الأفكار والدلالات التي تحملها للمتلقي- تسيّدت صورة هذه المبايعة المشهد الإعلامي ففيها رسالة للمتلقي داخل بلادنا وخارجها بأن البيت الداخلي للسعودية وسط الأحداث التي تمر بها المنطقة برمتها والأزمة الخليجية الحديثة لا يتخلى عن قيمه الأصيلة وثقافته المتزنة في رعاية شؤونه ومصلحة مواطنيه.
مقطع المبايعة والصورة المؤثرة لتقبيل الأمير محمد بن سلمان لكف الأمير محمد بن نايف حولّت بأثرها الجميل رسائل برنامج "واتس اب "وتغريدات موقع "تويتر" وملصقات موقع "فيس بوك" إلى رسائل حب لهذا الوطن ورسائل أمل لمرحلة تنطلق من سابقتها القوية إلى أفق متجددة الرؤية.
أما للمتلقي الخارجي فإن المقطع والصورة صنعت رسالة إعلامية مفادها أن ملك الحزم لا تشغله الأحداث والتحديات والأزمات عن إصدار القرارات التي هي لمصلحة الوطن وأبنائه وحين تكون الرسالة الإعلامية بمثل هذه القوة والعمق فإنها قادرة على تغيير مواقف أولئك الذين لا يدركون عمق سياسة المملكة وإدارتها لشؤونها الداخلية والخارجية.