صلاح بن عبدالعزيز الحسن
التغيير سنة من سنن الحياة أودعها الله في خلقه لتستمر وتدوم نواميس الدهر حيناً بعد حين، وهي أساس كوني يزيد الحياة تفاعلاً وانسجاما.
وفي السُلطة يكون دافعاً للتجديد والتطوير للدول والمجتمعات والكيانات ويكون محوراً حيوياً فاعلاً على المستوى الهيكلي والبشري فيكون الاختيار لما يناسب الحدث والمرحلة في تناغم وتجانس لأهم عناصر عملية التغيير والإحلال الموسوم بالأناة والحلم والهدوء الراسخ المكين.
وفي تجربتنا كمجتمع سعودي قد منّ الله علينا وعشنا عدة مراحل ومسافات وأحداث عصفت بالعالم والمنطقة من حولنا... وبحمد وفضل من الله ثم من قيادات إدارية وسواعد فتية لم تذخر من التضحية والعطاء يوماً في سبيل رفعة لواء التوحيد (لاإله إلا الله محمد رسول الله) والحفاظ على المجتمع ووحدته واكتشاف مقدراته وتنميتها، وبناء الإنسان السعودي على أُسس راسخة ثابتة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد ومحاربة البدع والضلالات، فتجاوزنا كل تلك العواصف والأحداث الجسام بكل ثبات وقوة، منذُ تلك اللحظة التأريخية التي جمعت الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، فبورك ذلك اللقاء وحفظه الله وأعلى شأنه فجاء ليستنهض الهمم ويستدعي الفطرة السليمة في إنسان هذه البلاد المباركة فتعاظم شأنها وامتدت على مدى قرنين حتى جاء الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين ونهض بهذا الكيان الراسخ ليؤسس المملكة العربية السعودية في جغرافيا امتزجت بإرث تأريخي عظيم، وجاء من بعده أبناؤه سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله (رحمهم الله وغفر لهم وجميع موتانا) وها نحن نعيش القرن الثالث ونتفيأ ظلال الأمن والعيش الرغيد بقيادة الملك المظفر خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم (حفظه الله وأسبل عليه لباس الصحة والعافية).
ويأتي هذا الإحلال في ولاية العهد ليكون الأمير محمد بن سلمان خير خلف لخير سلف كيف لا وهو قد استلم القيادة بعد رجل الأمن الأول محمد بن نايف الذي أفنى أغلى سنوات حياته بكل عزم وإقدام وشجاعة، في خدمة دينه ومليكه ووطنه (وفقه الله وأسعده حيثما حل وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء)، هذا الامتداد الفطري الجميل جاء ليؤكد للجميع أن القيادة تكليف وليست تشريفا وأنها مسئولية عظيمة، تحتاج لطاقات وقدرات تواكب مرحلة العبور لآفاق جديدة يستشرف مداها هذا الشاب الطموح، ومنا صادق الدعاء لله عز وجل أن يوفقه ويعينه على ما أوكل إليه من مهام ويسدده وأن يحفظ إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الملك سلمان لما فيه خير الدارين ويشد أزره بولي عهده الأمين محمد وجميع أفراد الأسرة الملكية الكريمة والشعب السعودي الأبي وسنظل على العهد إلى يوم اليقين وسنورثه لأبنائنا ونوصيهم به. جعلنا الله من المقبولين وأن نسمع تكبيرات النصر تتعالى مع تكبيرات عيد الفطر المبارك وأدام الله أمننا وحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل سوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.