ميسون أبو بكر
«أكدت وزارة الثقافة والإعلام أنها ستنظر قانونيا لأي ممارسات خاطئة تصدر من منتحلي مسمى إعلامي»، صدر هذا القرار على لسان المتحدث الرسمي للوزارة بحق كل من يتجرأ على إلحاق اسمه بصفة إعلامي وينتحل هذه المهنة وسيحاسب قانونيا في حال ممارسته الأعمال الإعلامية والأنشطة الثقافية، فقد تحولت هذه الصفة إلى استغلال وترويج للشخص وكسب غير مشروع، وإن صفة إعلامي كما أرى فقدت ثقلها وهيبتها التي كانت عليها قبل وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت انتشار وشهرة أناس كثر لا ناقة لهم ولا جمل بالإعلام غير خروجهم المتكرر على هذه الوسائل واستغلال التجار لهوس المستهلك بهم وبشهرتهم واستقطابهم كمروجين لسلع مختلفة وفنادق وغيرها.
شهر رمضان المبارك كان مناسبة أخرجت الكثير من هؤلاء من جحورهم وإن شركاءهم في التضليل هم الذين استغلوهم للفت انتباه المستهلك المغرم بالمشاهير وهذه ثقافة دخيلة على مجتمعنا غزتنا فجأة مع استخدام الصغير والكبير لتطبيقات التواصل التي لست ضدها وأنا من مستخدميها لكن ضمن ضوابط أخلاقية وإنسانية وثقافة نشأت عليها ولن أستطيع منها فرارا.
« أنت سنابية ؟» هذا السؤال أربكني وقد وجه إلي قبل أشهر وقت انطلاق رحلة قطار الرياض الأولى التي تشرفت أن أكون مدعوة لها وتحدثت عنها في مقال سابق، لم أكن أعرف وقتها ماذا تعني سنابية ؟؟ نظرت إلى المرأة التي وجهت لي السؤال أستفسر عن مقصدها! وحين عرفت أني لست سنابية (ذلك الوقت) ذهبت دون أن تقول شيئا، وعرفت بدوري أن هناك مشاهير سناب شات يحتلون من البشر اهتماما كبيرا، ويسعون إليهم لالتقاط الصور ونشر حساباتهم على سناب شات.
كنت سأجيب تلك المرأة التي أظن أنها في عقدها الخامس أنني تلفزيونية وورقية ولي أكثر من 1700 حلقة تلفزيونية وآلاف المقالات وأنني جبت العالم أصور حلقات لتلفزيوننا السعودي وأمضي الساعات لتحضير حلقة ما أو لقاء أعد وأنسق له وأقرأ كتبا وأتواصل مع خبراء للحصول على معلومة لا تضلل القارئ والمشاهد وأشارك بها في رؤية هذه البلاد لأنني إعلامية لي رسالة وثقافة، لكن ذهابها وهي تطفق تبحث عن سنابي أو سنابية أوقف كل مشاريعي آنذاك في الشرح والتوضيح.
قرار وزارة الثقافة والإعلام الذي يدل على وعي معالي الوزير د. عواد العواد والحراك الكبير الذي تشهده الوزارة إعلاميا وثقافيا منذ توليه الوزارة: سيعيد للإعلامي هيبته ويبعد تلك الشوائب عن بلاط صاحبة الجلالة ويكون رادعا للجهات التي استغلت المشاهير (السنابيين) لعمل فوضى وفعاليات لا تمت للثقافة أو الإعلام بصلة.
أخذ مني ومن الأسرة وقتا طويلا ونحن نحاول إقناع الأطفال بالعائلة بعدم الانجراف أو الهوس بهؤلاء المشاهير الوهميين، ومن ينتحل منهم صفة إعلامي لغيرتي على هذه المهنة التي بقيت أعواما كثيرة أنتمي إليها لأستحق إلحاق اسمي بصفتها.
في فعاليات كثيرة يغيب الإعلامي الحقيقي ويحضر منتحلو صفته وتضيع الإشارة لجوهر الحدث ويمتلئ الفضاء بفلاشات المشاهير والسنابات التي لا عمق لها والتي دعي أصحابها وغاب الحقيقيون عن المناسبة.
نعم للإعلام بدون تضليل وبدون سنابات سرعان في ساعات محددة وتطير في فضاء لا ذاكرة له.