خالد بن حمد المالك
راهن خادم الحرمين الشريفين مبكراً على كفاءة ومقدرة الأمير محمد بن سلمان كرجل دولة شاب، يملك كل أدوات التفوق، الثقافة العالية، الرؤية الصحيحة، الثقة التي لا حدود لها، متحدثاً بتميز، صاحب نظرة مستقبلية متفائلة، مجدداً في السياسات والرؤى والأفكار التي تدار بها أجهزة المملكة، لا وقت عنده ليوظفه لغير العمل، وهكذا من الصفات الكثيرة والمتميزة ما جعل من فراسة وحنكة الملك سلمان وخبرته وتوقعاته ومعرفته بسموه لأن يسارع باختياره لأهم المواقع وينيط به أهم المسؤوليات في الدولة.
* *
ففي فترة زمنية وجيزة بزغ نجم الأمير محمد، متنقلاً من موقع لآخر، صاحب فكر أخاذ، ومبادرات غير تقليدية، وشخصية لافتة، وإنجازات غير مسبوق عليها، يحسن صنع الحدث، ويواجه التحديات بالعمل والإرادة والشجاعة التي لا تفتر أو يصيبها الضعف، فكانت الرؤية، وكان التجديد في أسلوب الاستثمار، ومواجهة تدني أسعار النفط، بقرارات حازمة ومدروسة، ما جعل عهد الملك سلمان ثرياً بالإنجازات، ملهماً بالابتكار والتجديد في أسلوب إدارة البلاد.
* *
وكما كان متوقعاً، فقد كان التدرج لسموه في مواقع المسؤولية سريعاً، فمن وزير إلى ولي لولي العهد، إلى ولي العهد، خلال أقل من ثلاث سنوات، فقد رشحته لذلك كفاءته وحيويته وفكره الخلاق، وقاده إلى هذه المناصب الكبيرة وغيرها إخلاصه وجديته في العمل، وهيأه لما أوكل إليه ثقة خادم الحرمين الشريفين بأنه المسؤول المناسب في كل الأماكن المناسبة التي أُسندت إليه، وقد قدم فيها من النجاح ما تشهد له به نتائج عمله وتفانيه وإخلاصه.
* *
لا أجامل الأمير محمد بهذه الكلمات، ولكني أتحدث عن شخصية مبهرة إذا تحدث، وإذا قال فعل، فهو موسوعة من المعلومات عن كل أجهزة الدولة، يختزن في ذاكرته الأرقام والإحصاءات، ويملك الحجة، ويحسن اتخاذ القرار، في ظاهرة لمسؤول همه الكبير أن يرى المملكة في خارطة العالم المتقدم بالعمل والإنجاز وليس بالكلام، فجاء تعيينه ولياً للعهد في الوقت المناسب الذي قدره الملك ليكون الرجل الثاني في إدارة حكم البلاد.
* *
مبايعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، تم بما يشبه الإجماع، حيث صوت لسموه 31 صوتاً من أصل 34 صوتاً من أصوات هيئة البيعة، بما يظهر لنا أن محمد بن سلمان ليس مسؤولاً عادياً فقط، فالثقة به، والاطمئنان على كفاءته، والشعور بجدارته ليكون ولياً للعهد، تتحدث عنها إنجازاته، وعقليته التي التف حولها هذا العدد الكبير من المبايعين، بحيث لا يمكن أن يُنظر إلى هذا الحدث المهم بأقل من أنه يضع المملكة بقيادة الملك سلمان والأمير محمد على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة مهمة في هذه المرحلة من تاريخ البلاد.
* *
وبالقدر الذي كلنا تفاؤل وثقة وتطلع نحو غد أفضل، يقودنا به سلمان ومحمد إلى ما يليق بنا، ويعزز من خلاله مكانتنا، ويرسي تلك النجاحات الكبيرة السابقة لبلادنا، فإننا بالقدر ذاته نثق باختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد، ونثمن لأعضاء هيئة البيعة هذا التحرك السريع السلس الذي تم بهدوء لنقل سلطة ولي العهد من الأمير محمد بن نايف إلى أخيه ورفيق دربه الأمير محمد بن سلمان، بهذه الروح التي شاهدناها مصورة ومنطوقة بين الأخوين محمد ومحمد.
* *
وعلى درب هذا التطور الجميل، وعلى خطى من سبق محمد بن سلمان في تولي ولاية العهد، تضيف البلاد إلى أمجادها وإنجازاتها ما سيكون امتداداً للخطط والبرامج التي سوف تتواصل مع ولي العهد الجديد محمد بن سلمان صاحب الوعد والعهد بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع دعواتنا له بالتوفيق لمواصلة تحقيق الطموحات التي يختزنها في فكره، ويبلورها ميدانياً بإنجازات على هذه الأرض الطيبة.